Satellite

 قصائد لنزار قبانى ( من الروائع)  613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا  قصائد لنزار قبانى ( من الروائع)  829894
ادارة المنتدي  قصائد لنزار قبانى ( من الروائع)  103798

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

Satellite

 قصائد لنزار قبانى ( من الروائع)  613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا  قصائد لنزار قبانى ( من الروائع)  829894
ادارة المنتدي  قصائد لنزار قبانى ( من الروائع)  103798

Satellite

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Satellite

العالم من حولك ( منتدى شامل يهتم بجميع امور الحياه )


    قصائد لنزار قبانى ( من الروائع)

    وائل الشاذلى
    وائل الشاذلى
    عضو مميز
    عضو مميز


     قصائد لنزار قبانى ( من الروائع)  Empty قصائد لنزار قبانى ( من الروائع)

    مُساهمة من طرف وائل الشاذلى الإثنين يناير 10, 2011 10:26 pm


    في مدح سيد الخلق
    سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام



    وأرقـــــت وحــــدي والأنــــام .. نــيــامُ

    ورد الـجـمـيع ومــن سـنـاك .. تــزودوا
    وطــردت عــن نـبـع الـسـنا .. وأقـاموا

    ومُـنـعتُ حـتـى أن أحــومَ ولـم .. اكـدْ
    وتـقـطعت نـفـسي عـلـيك .. وحـامـوا


    قصدوك وامتدحوا ودوني أغلقت ,,,
    أبواب مدحك فالحروف .. عقامُ

    ـ أدنو فأذكر ما جنيت فأنثنــــي ,,,
    خجلاً تضيق بحملي .. الأقدامُ ‏

    ـ وِزْرِي يكبّلني ويخرسني الأسى ,,,
    فيموت في طرف اللسان .. كلامُ ‏

    ـ يمّمت نحوك يا حبيب الله فـــي ,,,
    شوق تقض مضاجعي الآثامُ ‏

    ـ يا من ولدت فأشرقت بربوعنا ,,,
    نفحات نورك وانجلى .. الإظلامُ ‏

    أأعود ظمآن وغيري يرتـــــــوي ,,,
    أيرد عن حوض النبي .. هيامُ ‏

    كيف الدخول إلى رحاب المصطفى ,,
    , والنفس حيرى والذنوب .. جسامُ

    ـ ماذا أقول وألف ألف قصيدة ,,,
    عصماء قبلي سطرت .. أقلامُ ‏

    ـ مدحوك ما بلغوا برغم ولائهم ,,,
    أسوار مجدك فالدنو .. لمامُ ‏

    ـ حتى وقفت أمام قبرك باكياً ,,,
    فتدفق الإحساس .. والإلهامُ ‏

    ـ يا ملء روحي وهج حبك في دمي ,,,
    قبس يضيء سريرتي .. وزمامُ ‏

    ـ حوربت لم تخضع ولم تخشَ العدى ,,
    , من يحمه الرحمن كيف .. يضامُ ‏

    ـ وملأت هذا الكون نوراً فاختفت ,,,
    صور الظلام وقوّضت .. أصنامُ ‏

    ـ الحزن يملأ يا حبيب جوارحي ,,
    , فالمسلمون عن الطريق تعاموا ‏

    ـ والذل خيّم فالنفوس كئيبة ,,,
    وعلى الكبار تطاول .. الأقزامُ ‏

    ـ الحزن أصبح خبزنا.. فسماؤنا ,,,
    شجن وطعم صباحنا .. أسقامُ ‏

    ـ أنى اتجهت ففي العيون غشاوة ,,,
    وعلى القلوب من الظلام .. ركامُ ‏

    ـ يا طيبة الخيراتِ ذلّ المسلمون
    ولا مجير وضيّعت .. أحلامُ ‏

    ـ يغضون أن سلب الغريب ديارهم ,,,
    وعلى القريب شذى التراب حرامُ ‏

    ـ باتوا أسارى حيرة تمزق ,,,
    فكأنهم بين الورى .. أغنامُ ‏

    ـ ناموا فنام الذل فوق جفونهم ,,,
    لا غرو ضاع الحزم والإقدامُ ‏

    ـ ودنوت مذهولا أسيراً لا أرى ,,,
    حيران يلجم شعري .. الإحجامُ




    إختاري

    إني خيَّرتُكِ فاختاري
    ما بينَ الموتِ على صدري..
    أو فوقَ دفاترِ أشعاري..
    إختاري الحبَّ.. أو اللاحبَّ
    فجُبنٌ ألا تختاري..
    لا توجدُ منطقةٌ وسطى
    ما بينَ الجنّةِ والنارِ..

    إرمي أوراقكِ كاملةً..
    وسأرضى عن أيِّ قرارِ..
    قولي. إنفعلي. إنفجري
    لا تقفي مثلَ المسمارِ..
    لا يمكنُ أن أبقى أبداً
    كالقشّةِ تحتَ الأمطارِ
    إختاري قدراً بين اثنينِ
    وما أعنفَها أقداري..

    مُرهقةٌ أنتِ.. وخائفةٌ
    وطويلٌ جداً.. مشواري
    غوصي في البحرِ.. أو ابتعدي
    لا بحرٌ من غيرِ دوارِ..
    الحبُّ مواجهةٌ كبرى
    إبحارٌ ضدَّ التيارِ
    صَلبٌ.. وعذابٌ.. ودموعٌ
    ورحيلٌ بينَ الأقمارِ..
    يقتُلني جبنُكِ يا امرأةً
    تتسلى من خلفِ ستارِ..
    إني لا أؤمنُ في حبٍّ..
    لا يحملُ نزقَ الثوارِ..
    لا يكسرُ كلَّ الأسوارِ
    لا يضربُ مثلَ الإعصارِ..
    آهٍ.. لو حبُّكِ يبلعُني
    يقلعُني.. مثلَ الإعصارِ..

    إنّي خيرتك.. فاختاري
    ما بينَ الموتِ على صدري
    أو فوقَ دفاترِ أشعاري
    لا توجدُ منطقةٌ وسطى
    ما بينَ الجنّةِ والنّارِ..




    إغضب


    إغضبْ كما تشاءُ..
    واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ
    حطّم أواني الزّهرِ والمرايا
    هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا..
    فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ..
    كلُّ ما تقولهُ سواءُ..
    فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي
    نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا..

    إغضبْ!
    فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ
    إغضب!
    فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ..
    كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً..
    فإنَّ قلبي دائماً غفورُ
    إغضب!
    فلنْ أجيبَ بالتحدّي
    فأنتَ طفلٌ عابثٌ..
    يملؤهُ الغرورُ..
    وكيفَ من صغارها..
    تنتقمُ الطيورُ؟

    إذهبْ..
    إذا يوماً مللتَ منّي..
    واتهمِ الأقدارَ واتّهمني..
    أما أنا فإني..
    سأكتفي بدمعي وحزني..
    فالصمتُ كبرياءُ
    والحزنُ كبرياءُ
    إذهبْ..
    إذا أتعبكَ البقاءُ..
    فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ..
    وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني..
    فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ..
    فأنتَ في حياتيَ الهواءُ..
    وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ..

    إغضبْ كما تشاءُ
    واذهبْ كما تشاءُ
    واذهبْ.. متى تشاءُ
    لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ
    وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ...



    أيظن؟


    أَيَـظُـنُّ أنِّـي لُعبَـةٌ بيَدَيْـهِ ؟
    أنـا لا أفَكِّـرُ بالرّجـوعِ إليـهِ

    اليومَ عادَ .. كأنَّ شـيئاً لم يكُـنْ
    وبراءةُ الأطـفالِ في عَـيْنيْهِ ...

    ليقـولَ لي : إنِّي رفيقـةُ دربِـهِ
    وبأنّني الحـبُّ الوحيـدُ لَدَيْـهِ..

    حَمَلَ الزّهورَ إليَّ .. كيـفَ أرُدُّهُ
    وصِبَايَ مرسـومٌ على شَـفَتَيْهِ ؟

    ما عدْتُ أذكُرُ، والحرائقُ في دَمي
    كيـفَ التجَـأْتُ أنا إلى زَنْدَيْـهِ

    خبَّأتُ رأسـي عنـدَهُ ... وكأنّني
    طفـلٌ أعـادوهُ إلـى أبَوَيْـهِ ..

    حـتّى فسـاتيني التي أهملتُـها
    فَرحَتْ بهِ .. رَقَصَتْ على قَدَمَيْهِ

    سـامَحتُهُ.. وسـألتُ عن أخبارِهِ
    وبكيـتُ سـاعاتٍ على كَتِفَيْـهِ

    وبدونِ أن أدري تركتُ له يـدي
    لتنامَ كالعصفـورِ بيـنَ يَدَيـْهِ ..

    ونَسيتُ حقدي كُلَّهُ فـي لَحظَـةٍ
    مَن قالَ إنّي قد حَقَـدْتُ عليهِ ؟

    كَم قُلتُ إنّي غيـرُ عائـدَةٍ لـهُ
    ورَجعتُ .. ما أحلى الرّجوعَ إليهِ




    رسالة إلى رجل ما


    يا سيّدي العزيزْ ..
    هذا خِطابُ امرأةٍ حمقاءْ ..
    هلْ كتبَتْ إليكَ قبلي امرأةٌ حمقاءْ ؟
    إسمي أنا ؟
    دَعْنا منَ الأسماءْ
    رانيةٌ ، أم زينبٌ ، أم هندُ ، أم هيفاءْ
    أسخفُ ما نحملُهُ ، يا سيّدي ، الأسماءْ

    2

    يا سيّدي !
    أخافُ أن أقولَ ما لديَّ من أشياءْ
    أخافُ ـ لو فعلتُ ـ أن تحترقَ السّماءْ
    فشرقُكم يا سيّدي العزيزْ
    يصادرُ الرسائلَ الزرقاءْ
    يصادرُ الأحلامَ من خزائنِ النساءْ
    يمارسُ الحَجْرَ على عواطفِ النساءْ
    يستعملُ السّكينَ .. والسّاطورَ ..
    كي يخاطبَ النساءْ ..
    ويذبحُ الربيعَ ، والأشواقَ ، والضفائرَ السوداءْ
    وشرقُكم يا سيّدي العزيزْ
    يصنعُ تاجَ الشرفِ الرفيعِ .. من جماجمِ النساءْ ..

    3

    لا تنتَقِدْني سيّدي ..
    إنْ كانَ خَطّي سيّئاً ..
    فإنّني أكتبُ .. والسيّافُ خلفَ بابي
    وخارجَ الحُجرةِ صوتُ الريحِ والكلابِ
    يا سيّدي !
    عنترةُ العبسيُّ خلفَ بابي
    يذبحُني .. إذا رأى خِطابي
    يقطعُ رأسي ..
    لو رأى الشفّافَ من ثيابي ..
    يقطعُ رأسي .. لو أنا
    عبَّرْتُ عن عذابي ..
    فشرقُكمْ يا سيّدي العزيزْ
    يحاصرُ المرأةَ بالحرابِ ..
    وشرقُكم ، يا سيّدي العزيزْ
    يبايعُ الرجالَ أنبياءً
    ويطمرُ النساءَ في التُّرابِ ..

    4

    لا تنزعجْ !
    يا سيّدي العزيزَ .. من سُطوري
    لا تنزعجْ !
    إذا كسرتُ القُمْقُمَ المسدودَ من عصورِ
    إذا نزعتُ خاتمَ الرصاصِ عن ضميري
    إذا أنا هربتُ من أقبيةِ الحريمِ في القصورِ .
    إذا تمرَّدْتُ على موتي . على قبري . على جذوري
    والمسلخِ الكبيرِ ..
    لا تنزعجْ يا سيّدي
    إذا أنا كشفتُ عن شعوري
    فالرجلُ الشرقيُّ .. لا يهتمُّ بالشِّعرِ ولا الشُّعورِ
    الرجلُ الشرقيُّ ـ واغفرْ جُرْأتي ـ
    لا يفهمُ المرأةَ إلا داخلَ السريرِ ..

    5

    معذرةً يا سيّدي
    إذا تطاولْتُ على مملكةِ الرجالِ
    فالأدبُ الكبيرُ ـ طبعاً ـ أدبُ الرجالِ
    والحبُّ كان دائماً .. من حِصَّةِ الرجالِ ..
    والجنسُ كانَ دائماً
    مُخَدَّراً يُباعُ للرجالِ
    خُرافَةٌ حُريّةُ النساءِ في بلادِنا
    فليسَ من حُريّةٍ أخرى سِوى حُريّةُ الرجالِ ..
    يا سيّدي !
    قُل كلَّ ما تريدُه عنّي .. فلنْ أُبالي
    سطحيّةٌ .. غبيّةٌ .. مجنونةٌ .. بلهاءْ ..
    فلم أعُدْ أُبالي
    لأنَّ مَن تكتبُ عن همومِها
    في منطقِ الرجالِ ، تُدعى امرأةً حمقاءْ
    ألمْ أقُلْ في أوَّلِ الخطاب ..
    إنّي امرأةٌ حمقاءْ ..




    رسالة من تحت الماء.



    إن كنتَ صديقي.. ساعِدني
    كَي أرحَلَ عَنك..
    أو كُنتَ حبيبي.. ساعِدني
    كَي أُشفى منك
    لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّاً
    ما أحببت
    لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِداً
    ما أبحرت..
    لو أنِّي أعرفُ خاتمتي
    ما كنتُ بَدأت...

    إشتقتُ إليكَ.. فعلِّمني
    أن لا أشتاق
    علِّمني كيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق
    علِّمني كيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق
    علِّمني كيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواق

    إن كنتَ قويَّاً.. أخرجني
    من هذا اليَمّ..
    فأنا لا أعرفُ فنَّ العوم
    الموجُ الأزرقُ في عينيك.. يُجرجِرُني نحوَ الأعمق
    وأنا ما عندي تجربةٌ
    في الحُبِّ .. ولا عندي زَورَق
    إن كُنتُ أعزُّ عليكَ فَخُذ بيديّ
    فأنا عاشِقَةٌ من رأسي حتَّى قَدَمَيّ
    إني أتنفَّسُ تحتَ الماء..
    إنّي أغرق..
    أغرق..
    أغرق..





    رسالة من سيدة حاقدة


    " لا تَدخُلي .."
    وسَدَدْتَ في وجهي الطريقَ بمرفَقَيْكْ
    وزعمْتَ لي ..
    أنَّ الرّفاقَ أتوا إليكْ ..
    أهمُ الرفاقُ أتوا إليكْ ؟
    أم أنَّ سيِّدةً لديكْ
    تحتلُّ بعديَ ساعدَيكْ ؟
    وصرختَ مُحتدِماً : قِفي !
    والريحُ تمضغُ معطفي
    والذلُّ يكسو موقفي
    لا تعتذِر يا نَذلُ . لا تتأسَّفِ ..
    أنا لستُ آسِفَةً عليكْ
    لكنْ على قلبي الوفي
    قلبي الذي لم تعرفِ ..

    ماذا ؟ لو انَّكَ يا دَني ..
    أخبرتَني
    أنّي انتهى أمري لديكْ ..
    فجميعُ ما وَشْوَشْتَني
    أيّامَ كُنتَ تُحِبُّني
    من أنّني ..
    بيتُ الفراشةِ مسكني
    وغَدي انفراطُ السّوسَنِ ..
    أنكرتَهُ أصلاً كما أنكَرتَني ..

    لا تعتذِرْ ..
    فالإثمُ يَحصُدُ حاجبَيكْ
    وخطوطُ أحمرِها تصيحُ بوجنتَيكْ
    ورباطُك المشدوهُ .. يفضحُ
    ما لديكَ .. ومَنْ لديكْ ..
    يا مَنْ وقفتُ دَمي عليكْ
    وذلَلتَني، ونَفضتَني
    كذُبابةٍ عن عارضَيكْ
    ودعوتَ سيِّدةً إليكْ
    وأهنتَني ..
    مِن بعدِ ما كُنتُ الضياءَ بناظريكْ

    إنّي أراها في جوارِ الموقدِ
    أخَذَتْ هنالكَ مقعدي ..
    في الرُّكنِ .. ذاتِ المقعدِ
    وأراكَ تمنحُها يَداً
    مثلوجةً .. ذاتَ اليدِ ..
    ستردِّدُ القصص التي أسمعتَني ..
    ولسوفَ تخبرُها بما أخبرتَني ..
    وسترفعُ الكأسَ التي جَرَّعتَني
    كأساً بها سمَّمتَني
    حتّى إذا عادَتْ إليكْ
    لترُودَ موعدَها الهني ..
    أخبرتَها أنَّ الرّفاقَ أتوا إليكْ ..
    وأضعتَ رونَقَها كما ضَيَّعتَني ..




    قارئة الفنجان


    جَلَسَت والخوفُ بعينيها
    تتأمَّلُ فنجاني المقلوب
    قالت:
    يا ولدي.. لا تَحزَن
    فالحُبُّ عَليكَ هوَ المكتوب
    يا ولدي،
    قد ماتَ شهيداً
    من ماتَ على دينِ المحبوب
    فنجانك دنيا مرعبةٌ
    وحياتُكَ أسفارٌ وحروب..
    ستُحِبُّ كثيراً يا ولدي..
    وتموتُ كثيراً يا ولدي
    وستعشقُ كُلَّ نساءِ الأرض..
    وتَرجِعُ كالملكِ المغلوب

    بحياتك يا ولدي امرأةٌ
    عيناها، سبحانَ المعبود
    فمُها مرسومٌ كالعنقود
    ضحكتُها موسيقى و ورود
    لكنَّ سماءكَ ممطرةٌ..
    وطريقكَ مسدودٌ.. مسدود
    فحبيبةُ قلبكَ.. يا ولدي
    نائمةٌ في قصرٍ مرصود
    والقصرُ كبيرٌ يا ولدي
    وكلابٌ تحرسُهُ.. وجنود
    وأميرةُ قلبكَ نائمةٌ..
    من يدخُلُ حُجرتها مفقود..
    من يطلبُ يَدَها..
    من يَدنو من سورِ حديقتها.. مفقود
    من حاولَ فكَّ ضفائرها..
    يا ولدي..
    مفقودٌ.. مفقود

    بصَّرتُ.. ونجَّمت كثيراً
    لكنّي.. لم أقرأ أبداً
    فنجاناً يشبهُ فنجانك
    لم أعرف أبداً يا ولدي..
    أحزاناً تشبهُ أحزانك
    مقدُورُكَ.. أن تمشي أبداً
    في الحُبِّ .. على حدِّ الخنجر
    وتَظلَّ وحيداً كالأصداف
    وتظلَّ حزيناً كالصفصاف
    مقدوركَ أن تمضي أبداً..
    في بحرِ الحُبِّ بغيرِ قُلوع
    وتُحبُّ ملايينَ المَرَّاتِ...
    وترجعُ كالملكِ المخلوع..





    مع جريدة


    أخرجَ من معطفهِ الجريده..
    وعلبةَ الثقابِ
    ودون أن يلاحظَ اضطرابي..
    ودونما اهتمامِ
    تناولَ السكَّرَ من أمامي..
    ذوَّب في الفنجانِ قطعتين
    ذوَّبني.. ذوَّب قطعتين
    وبعدَ لحظتين
    ودونَ أن يراني
    ويعرفَ الشوقَ الذي اعتراني..
    تناولَ المعطفَ من أمامي
    وغابَ في الزحامِ
    مخلَّفاً وراءه.. الجريده
    وحيدةً
    مثلي أنا.. وحيده




    كلمات


    يُسمعني.. حـينَ يراقصُني
    كلماتٍ ليست كالكلمات

    يأخذني من تحـتِ ذراعي
    يزرعني في إحدى الغيمات

    والمطـرُ الأسـودُ في عيني
    يتساقـطُ زخاتٍ.. زخات

    يحملـني معـهُ.. يحملـني
    لمسـاءٍ ورديِ الشُـرفـات

    وأنا.. كالطفلـةِ في يـدهِ
    كالريشةِ تحملها النسمـات

    يحمـلُ لي سبعـةَ أقمـارٍ
    بيديـهِ وحُزمـةَ أغنيـات

    يهديني شمسـاً.. يهـديني
    صيفاً.. وقطيـعَ سنونوَّات

    يخـبرني.. أني تحفتـهُ
    وأساوي آلافَ النجمات

    و بأنـي كنـزٌ... وبأني
    أجملُ ما شاهدَ من لوحات

    يروي أشيـاءَ تدوخـني
    تنسيني المرقصَ والخطوات

    كلماتٍ تقلـبُ تاريخي
    تجعلني امرأةً في لحظـات

    يبني لي قصـراً من وهـمٍ
    لا أسكنُ فيهِ سوى لحظات

    وأعودُ.. أعودُ لطـاولـتي
    لا شيءَ معي.. إلا كلماتْ




    قولي أحبك


    قولي "أحُبكَ" كي تزيدَ وسامتي
    فبغيرِ حبّكِ لا أكـونُ جميـلا

    قولي "أحبكَ" كي تصيرَ أصابعي
    ذهباً... وتصبحَ جبهتي قنـديلا

    قـولي "أحبكَ" كي يتمَّ تحـولي
    فأصيرُ قمحاً... أو أصيرُ نخيـلا

    الآنَ قوليهـا... ولا تتـردّدي
    بعضُ الهوى لا يقبلُ التأجيـلا

    قولي "أحبكَ" كي تزيدَ قداستي
    ويصيـرَ شعري في الهوى إنجيلا

    سأغيّرُ التقويمَ لـو أحببتـني
    أمحو فصولاً أو أضيفُ فصولا

    وسينتهي العصرُ القديمُ على يدي
    وأقيـمُ مملكـةَ النسـاءِ بديـلا

    قولي "أحبكَ" كي تصيرَ قصائدي
    مـائيـةً... وكتابتي تنـزيـلا

    مـلكٌ أنا.. لو تصبحينَ حبيبتي
    أغزو الشموسَ مراكباً وخيولا





    القدس


    بكيت.. حتى انتهت الدموع
    صليت.. حتى ذابت الشموع
    ركعت.. حتى ملّني الركوع
    سألت عن محمد، فيكِ وعن يسوع
    يا قُدسُ، يا مدينة تفوح أنبياء
    يا أقصر الدروبِ بين الأرضِ والسماء

    يا قدسُ، يا منارةَ الشرائع
    يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع
    حزينةٌ عيناكِ، يا مدينةَ البتول
    يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرسول
    حزينةٌ حجارةُ الشوارع
    حزينةٌ مآذنُ الجوامع
    يا قُدس، يا جميلةً تلتفُّ بالسواد
    من يقرعُ الأجراسَ في كنيسةِ القيامة؟
    صبيحةَ الآحاد..
    من يحملُ الألعابَ للأولاد؟
    في ليلةِ الميلاد..

    يا قدسُ، يا مدينةَ الأحزان
    يا دمعةً كبيرةً تجولُ في الأجفان
    من يوقفُ العدوان؟
    عليكِ، يا لؤلؤةَ الأديان
    من يغسل الدماءَ عن حجارةِ الجدران؟
    من ينقذُ الإنجيل؟
    من ينقذُ القرآن؟
    من ينقذُ المسيحَ ممن قتلوا المسيح؟
    من ينقذُ الإنسان؟

    يا قدسُ.. يا مدينتي
    يا قدسُ.. يا حبيبتي
    غداً.. غداً.. سيزهر الليمون
    وتفرحُ السنابلُ الخضراءُ والزيتون
    وتضحكُ العيون..
    وترجعُ الحمائمُ المهاجرة..
    إلى السقوفِ الطاهره
    ويرجعُ الأطفالُ يلعبون
    ويلتقي الآباءُ والبنون
    على رباك الزاهرة..
    يا بلدي..
    يا بلد السلام والزيتون



    الى رجل
    متى ستعرف كم أهواك



    متى ستعرف كم أهواك يا أملاً
    ابيع من اجله الدنيا وما فيها
    لو تطلب البحر في عينيك اسكبه
    او تطلب الشمس في كفيك ارميها

    انا احبك فوق الغيم اكتبها
    وللعصافير والاشجار احكيها
    انا احبك فوق الماء انقشها
    وللعناقيد والاقداح اسقيها

    انا احبك... حاول ان تساعدني
    فان من بدء المأساة ينهيها
    وان من فتح الابواب يغلقها
    وان من اشعل النيران يطفيها

    يامن يدخن في صمت ويتركني
    في البحر ارفع مرساتي والقيها

    الا تراني ببحر الحب غارقة
    والموج يصنع آمالي ويرميها


    كفاك تلعب دور العاشقين معي
    وتنتقي كلمات لست تعنيها
    كم اخترعت مكاتيباً سترسلها
    واسعدتني ورود سوف تهديها

    وكم ذهبت لوعد لا وجود له
    وكم حلمت بأثواب ساشريها
    وكم تمنيت لو للرقص تطلبني
    وحيرتني ذراعي اين القيها؟

    ارجع الى فان الارض واقفة
    كأنما الارض فرت من ثوانيها
    ارجع فبعدك لا عقد البسه
    ولا لمست عطوري في اوانيها

    ارجع كما انت ... صحواً كنت او مطراً
    فما حياتي انا ... ان لم تكن فيها.



    ( يتبع )
    وائل الشاذلى
    وائل الشاذلى
    عضو مميز
    عضو مميز


     قصائد لنزار قبانى ( من الروائع)  Empty رد: قصائد لنزار قبانى ( من الروائع)

    مُساهمة من طرف وائل الشاذلى الإثنين يناير 10, 2011 10:28 pm

    اكرهها

    اكرهها واشتهي وصلها
    وإنني أحب كرهي لها
    أحب هذا المكر في عينها
    وزورها إن زورت قولها
    اكرهها عين كعين الذئب محتالة
    طافت أكاذيب الهوى حولها
    قد سكن الجنون أحداقها
    وأطفأت ثورتها عقلها
    اشك في شكي إذا أقبلت باكية
    شارحة ذلها
    فان ترفقت بها استكبرت
    و جررت ضاحكة ذيلها
    إن عانقتني كسرت أضلعي
    و أفرغت على فمي غلها
    يحبها حقدي ويا طالما وددت
    إذ طوقتها قتلها



    كلمــــات


    يسمعني حين يراقصـــنـي كـــلمات ليسـت كالـكلمــات
    يأخذني من تحت ذراعــي يزرعني في إحدى الغيمات
    والمطر الأسود في عينــي يتساقــــــط زخات زخــات
    يحملني معه يحـــــــملنـــي لمــســاء وردي الشـرفات
    وأنا كالطـفـــلة في يديـــــه كالــريشة تحملها النسمات
    يهديني شمسا يهديني صيفا وقطيع السنــونـــــــــوات
    يخــبرنـي أنـــي تحـفتـــه وأســـاوي آلاف الـنجــمات
    وبأني كنز وبــــأني أجمل مــا شـــاهـــد مــن لوحــات
    يروي أشياء تدوخـــني تنسيني المرقص والخطوات
    كلمات تقلب تاريخـــي تجعلني امــرأة في لحظات
    يبني لي قـصراً من وهم لا أسكــن فــيه ســـوى لحظات
    وأعـــــــود لطــاولـتـي لاشــيء معــي إلا كلــمــــــات
    كلمات ليسـت كــالـــكلمات لاشــيء معــي إلا كلـمـــــــات




    أطفال الحجارة

    أطفال الحجارة بهرو الدنيا
    وما في يدهم إلا الحجارة
    أضاءوا كالقناديل وجاءو كالبشارة
    قاومو وانفجروا واستشهدوا وبقينا دببا
    قطبية صفحة أجسادها ضد الحرارة
    الغاضبون يا تلاميذ غزة
    علمونا بعض ما عندكم فإنا نسينا
    علمونا كيف الحجارة تغدو
    بين أيدي الأطفال ماساً ثمينا
    كيف تغدو دراجة الطفل لغماً
    وشريط الحرير يغدو كميناً
    كيف مصاصة الحليب
    إذا ما حاصروها تحولت سكيناً
    يا تلاميذ غزة
    لا تبالوا بإذاعتنا ولا تسمعونا
    اضربوا بكل قواكم
    واحزموا أمركم ولا تسألونا
    نحن أهل الحساب والجمع والطرحِ
    فخوضوا حروبكم واتركونا
    إننا الهاربون من خدمه الجيشِ
    فهاتوا حبالكم واشنقونا
    نحن موتا لا يملكون ضريحاً
    ويتاما لا يملكون عيونا
    قد لزمنا جحورنا وطلبنا منكم
    أن تقاتلوا التنينا
    قد صغرنا أمامكم ألف قرن
    وكبرتم خلال شهراً قرونا
    يا تلاميذ غزة
    لا تعودوا لكتاباتنا ولا تقرئونا
    علمونا فن التشبث بالأرض
    ولا تتركوا المسيح حزينا
    يا أحبائنا الصغار سلاما
    جعل الله يومكم يا ياسمينا
    من شقوق الأرض الخراب طلعتم
    وزرعتو جراحنا نسرينا
    هذه ثورة الدفاتر والحبر
    فقولوا على الشفاه لحونا
    أمطرونا بطولة وشموخاً
    واغسلونا من قبحنا اغسلونا
    واستعدوا لتقطفوا الزيتونا
    إن هذا العصر اليهودي وهما
    سوف ينهار لو ملكنا اليقينا




    يدكِ


    يدكِ التي حطت على كتفي
    كحمامة نزلت لكي تشرب
    عندي تساوي آلف أمنية
    يا ليتها تبقى ولا تذهب
    الشمس نائمة على كتفي
    قبلتها آلف ولم اتعب
    ●●●●
    تلك الجميلة كيف ارفضها
    من يرفض السكنى على كوكب
    قولي لها تمضي برحلتها
    فلها جميع ما ترغب
    تلك الجميلة كيف أقنعها
    آني بها معجب
    ●●●●
    يدك الصغيرة طفلة هربت
    ماذا أقول لطفلة تلعب
    أنا ساهر و معي يد امرأة
    بيضاء هل أشهى وهل أطيب




    التحدّيات


    أتحدّى..
    من إلى عينيكِ، يا سيّدتي، قد سبقوني
    يحملونَ الشمسَ في راحاتهمْ
    وعقودَ الياسمينِ..
    أتحدّى كلَّ من عاشترتِهمْ
    من مجانينَ، ومفقودينَ في بحرِ الحنينِ
    أن يحبّوكِ بأسلوبي، وطيشي، وجنوني..

    أتحدّى..
    كتبَ العشقِ ومخطوطاتهِ
    منذُ آلافِ القرونِ..
    أن ترَيْ فيها كتاباً واحداً
    فيهِ، يا سيّدتي، ما ذكروني
    أتحدّاكِ أنا.. أنْ تجدي
    وطناً مثلَ فمي..
    وسريراً دافئاً.. مثلَ عيوني

    أتحدّاهُم جميعاً..
    أن يخطّوا لكِ مكتوبَ هوىً
    كمكاتيبِ غرامي..
    أو يجيؤوكِ –على كثرتهم-
    بحروفٍ كحروفي، وكلامٍ ككلامي..

    أتحداكِ أنا أن تذكُري
    رجلاً من بينِ من أحببتهم
    أفرغَ الصيفَ بعينيكِ.. وفيروزَ البحورْ
    أتحدّى..
    مفرداتِ الحبِّ في شتّى العصورْ
    والكتاباتِ على جدرانِ صيدونَ وصورْ
    فاقرأي أقدمَ أوراقَ الهوى..
    تجديني دائماً بينَ السطورْ
    إنني أسكنُ في الحبّ..
    فما من قبلةٍ..
    أُخذتْ.. أو أُعطيتْ
    ليسَ لي فيها حلولٌ أو حضورْ...

    أتحدّى أشجعَ الفرسانِ.. يا سيّدتي
    وبواريدَ القبيلهْ..
    أتحدّى من أحبُّوكِ ومن أحببتِهمْ
    منذُ ميلادكِ.. حتّى صرتِ كالنخلِ العراقيِّ.. طويلهْ
    أتحدّاهم جميعاً..
    أن يكونوا قطرةً صُغرى ببحري..
    أو يكونوا أطفأوا أعمارَهمْ
    مثلما أطفأتُ في عينيكِ عُمري..
    أتحدّاكِ أنا.. أن تجدي
    عاشقاً مثلي..
    وعصراً ذهبياً.. مثلَ عصري

    فارحلي، حيثُ تريدينَ.. ارحلي..
    واضحكي،
    وابكي،
    وجوعي،
    فأنا أعرفُ أنْ لنْ تجدي
    موطناً فيهِ تنامينَ كصدري..




    إلا أنتي

    اشهد أن لا امرأة أتقنت اللعبة إلا أنت
    واحتملت حماقتي عشرة أعوام كما احتملتي
    واصطبرت على جنوني مثلما صبرتي
    وقلمت أظافري ورتبت دفاتري
    وأدخلتني روضة الأطفال .. إلا أنت
    اشهد أن لا امرأة تجتاحني في لحظات العشق كالزلزال
    تغرقني تحرقني تشعلني تطفاني تكسرني نصفين كالهلال
    تحتل نفسي أطول احتلال واجمل احتلال .. إلا أنت

    يا امرأة أعطتني الحب بمنتهى الحضارة
    وحاورتني مثلما تحاور القيثارة
    تطير كالحمامة البيضاء في فكري إذا فكرت
    تخرج كالعصفور من حقيبتي إذا أنا سافرت
    تلبسني كمعطف عليها في الصيف والشتاء
    أيتها الشفافة اللماحة العادلة الجميلة
    أيتها الشهية البهية الدائمة الطفولة
    اشهد أن لا امرأة على محيط خصرها تجتمع العصور
    وألف ألف كوكب يدور
    اشهد أن لا امرأة غيرك يا حبيبتي
    على ذراعيها تربى أول الذكور وأخر الذكور




    تلومني الدنيا


    تلومني الدنيا إذا أحببتهُ
    كأنني.. أنا خلقتُ الحبَّ واخترعتُهُ
    كأنني أنا على خدودِ الوردِ قد رسمتهُ
    كأنني أنا التي..
    للطيرِ في السماءِ قد علّمتهُ
    وفي حقولِ القمحِ قد زرعتهُ
    وفي مياهِ البحرِ قد ذوّبتهُ..
    كأنني.. أنا التي
    كالقمرِ الجميلِ في السماءِ..
    قد علّقتُه..
    تلومُني الدنيا إذا..
    سمّيتُ منْ أحبُّ.. أو ذكرتُهُ..
    كأنني أنا الهوى..
    وأمُّهُ.. وأختُهُ..

    هذا الهوى الذي أتى..
    من حيثُ ما انتظرتهُ
    مختلفٌ عن كلِّ ما عرفتهُ
    مختلفٌ عن كلِّ ما قرأتهُ
    وكلِّ ما سمعتهُ
    لو كنتُ أدري أنهُ..
    نوعٌ منَ الإدمانِ.. ما أدمنتهُ
    لو كنتُ أدري أنهُ..
    بابٌ كثيرُ الريحِ.. ما فتحتهُ
    لو كنتُ أدري أنهُ..
    عودٌ من الكبريتِ.. ما أشعلتهُ
    هذا الهوى.. أعنفُ حبٍّ عشتهُ
    فليتني حينَ أتاني فاتحاً
    يديهِ لي.. رددْتُهُ
    وليتني من قبلِ أن يقتلَني.. قتلتُهُ..

    هذا الهوى الذي أراهُ في الليلِ..
    على ستائري..
    أراهُ.. في ثوبي..
    وفي عطري.. وفي أساوري
    أراهُ.. مرسوماً على وجهِ يدي..
    أراهُ منقوشاً على مشاعري
    لو أخبروني أنهُ
    طفلٌ كثيرُ اللهوِ والضوضاءِ ما أدخلتهُ
    وأنهُ سيكسرُ الزجاجَ في قلبي لما تركتهُ
    لو أخبروني أنهُ..
    سيضرمُ النيرانَ في دقائقٍ
    ويقلبُ الأشياءَ في دقائقٍ
    ويصبغُ الجدرانَ بالأحمرِ والأزرقِ في دقائقٍ
    لكنتُ قد طردتهُ..

    يا أيّها الغالي الذي..
    أرضيتُ عني الله.. إذْ أحببتهُ
    هذا الهوى أجملُ حبٍّ عشتُهُ
    أروعُ حبٍّ عشتهُ
    فليتني حينَ أتاني زائراً
    بالوردِ قد طوّقتهُ..
    وليتني حينَ أتاني باكياً
    فتحتُ أبوابي لهُ.. وبستهُ



    ( يتبع )
    وائل الشاذلى
    وائل الشاذلى
    عضو مميز
    عضو مميز


     قصائد لنزار قبانى ( من الروائع)  Empty رد: قصائد لنزار قبانى ( من الروائع)

    مُساهمة من طرف وائل الشاذلى الإثنين يناير 10, 2011 10:30 pm

    الخطاب


    (1)

    أوقَفوني ..
    وأنا أضحكُ كالمجنونِ وحدي
    من خطابٍ كانَ يلقيهِ أميرُ المؤمنينْ
    كلّفتني ضحكتي عشرَ سنينْ
    سألوني ، وأنا في غرفةِ التحقيقْ ، عمّن حرّضوني
    فضحكتْ ..
    وعن المالِ ، وعمّن موّلوني ..
    فضحكتْ ..
    كتبوا كلَّ إجاباتي .. ولم يستجوبوني .
    قالَ عنّي المدّعي العام ، وقالَ الجندُ حينَ اعتقلوني :
    إنني ضدَّ الحكومَهْ
    لم أكنْ أعرفُ أنَّ الضحكَ يحتاجُ لترخيصِ الحكومَهْ
    ورسومٍ ، وطوابعْ ..
    لم أكنْ أعرفُ شيئاً .. عن غسيلِ المخِّ .. أو فرمِ الأصابعْ
    في بلادي ..
    ممكنٌ أن يكتبَ الإنسانُ ضدَّ الله .. لا ضدَّ الحكومهْ
    فاعذروني ، أيّها السّادةُ ، إنْ كنتُ ضحكتْ
    كانَ في ودّي أن أبكي .. ولكنّي ضحكتْ


    (2)

    كُنتُ بعدَ الظهرِ في المقهى .. وكانَ البهلوانْ
    يلبسُ الطرطورَ بالرأسِ .. ويلقي كلَّ (ما يطلبهُ المستمعونْ)
    عن حزيرانَ الذي صارَ معَ الأيامِ .. (ما يطلبهُ المستمعونْ)
    واحتفالاً مثلَ عيدِ الفطرِ والأضحى ..
    أراجيحَ ، وكعكاً ، وفطائرْ ..
    وزياراتِ مقابرْ ..
    كنتُ أسترجعُ أفكاري ، وكانَ المخبرونْ
    كالجراثيمِ .. على كلِّ الفناجينِ ، وفي كلِّ الصحونْ ..
    كنتُ أصغي .. كألوفِ البسطاءِ الطيّبينْ
    لكلامِ البهلوانْ
    وهوَ يحكي .. ثم يحكي .. ثم يحكي ..
    مثلَ صندوقِ العجائبْ
    .. وتذكّرتُ ليالي رمضانْ
    وأرجوازَ الذي كانَ له ألفُ لسانٍ ولسانْ
    وتذكّرتُ فلسطينَ التي صارتْ حقيبهْ
    ما لها في الأرضِ صاحبْ
    كانَ في حنجرتي ملحٌ ، وحزني كانَ في حجمِ الكواكبْ
    فاعذروني ، أيّها السّادةُ ، إن حطّمتُ صندوقَ العجائبْ
    وتقيّأتُ على وجهِ أميرِ المؤمنينْ
    وكبيرِ الياورانْ
    واسترحتْ ..
    كانَ في ودّيَ أن أبكي ..
    ولكنّي ضحكتْ ..


    (3)

    نشروا في صحفِ اليومِ تصاويري .. على أوّلِ صفحهْ ..
    واعترافاتي على أولِ صفحهْ ..
    فضحكتْ ..
    قدّموني للإذاعاتِ طعاماً ، ولأسنانِ الصحافهْ
    جعلوني - دونَ أن أدري - خُرافهْ
    ربطوني بالسّفاراتِ .. وأحلافِ الأجانبْ
    فضحكتْ ..
    إنني لم أشتغلْ من قبلُ قوّاداً .. ولا كنتُ حصاناً للأجانبْ
    أنا عبدٌ من عبادِ اللهِ مستورٌ ومغمورٌ ، ومحدودُ المواهبْ
    أسمعُ الأخبارَ كالناسِ .. وأستقبلُ مأمورَ الضرائبْ
    زوجتي طيّبةُ القلبِ ، وعندي ولدانْ
    وأبي حاربَ ضدَّ التُركِ في الشامِ .. وماتْ
    أنا لا أفهمُ في النحوِ .. وفي الصرفِ .. وفي علمِ الكلامْ
    غيرَ أني لم أعدْ أفهمُ - من بعدِ حزيرانَ - الكلامْ ..
    لم أعدْ أهضمُ حرفاً .. من أكاذيبِ أمير المؤمنينْ
    صارت الألفاظُ مطاطاً ..
    وصارت لغةُ الحكّامِ صمغاً وعجينْ
    خدّروني بملايينِ الشعاراتِ .. فنمتْ
    وأروني القدسَ في الحلمِ ..
    ولم أجدَ القدسَ ، ولا أحجارَها ، حينَ استفقتْ
    فاعذروني ، أيّها السّادةُ ، إن كنتُ ضحكتْ
    كانَ في ودّيَ أن أبكي .. ولكنّي ضحكتْ


    (4)

    كنتُ في المخفرِ مكسوراً .. كبللور كنيسهْ
    نافخاً (سورةَ ياسين) بوجهِ القاتلينْ
    لم أكنْ أملكُ إلا الصبرَ .. (واللهُ يحبُّ الصابرينْ)
    وجراحي .. كبساتينِ أريحا ..
    يمطرُ الياقوتُ منها .. ويضوعُ الياسمينْ
    وفلسطينُ على الأرضِ .. حمامهْ
    سقطَتْ تحتَ نعالِ المخبرينْ ..
    كنتُ وحدي ..
    لم يزرْني أحدٌ في السجنْ ..
    إلا جبلُ الكرملِ ، والبحرُ ، وشمسُ الناصرَهْ
    كنتُ وحدي ..
    وملوكُ الشرقِ كانوا جُثثاً فوقَ مياهِ الذاكرهْ
    كنتُ مجروحاً .. ومطروحاً على وجهي ، كأكياسِ الطحينْ
    أيّها السّادةُ : لا تندهشوا ..
    كلّنا في نظرِ الحاكمِ .. أكياسُ طحينْ
    كلّنا - بعد حزيرانَ - خِرافٌ
    نتسلّى بحشيشِ الصبرِ .. (واللهُ يحبُّ الصابرينْ)
    فأطالَ اللهُ في عمرِ أميرِ المؤمنينْ
    نائبِ اللهِ على الأرضِ .. كبيرِ العادلينْ


    (5)

    أيّها السّادةُ :
    إني وارثُ الأرضِ الخرابْ
    كلّما جئتُ إلى بابِ الخليفهْ
    سائلاً عن (شرمِ الشيخِ) وعن (حيفا) ..
    و (رامَ الله) و (الجولانِ) أهداني خطابْ ..
    كلّما كلّمتُهُ - جلَّ جلالُهْ -
    عن حزيرانَ الذي صارَ حشيشاً .. نتعاطاهُ صباحاً ومساءْ
    واحتفالاً مثلَ عيدِ الفطرِ ، والأضحى ، وذكرى كربلاءْ
    ركبَ السيّارةَ المكشوفةَ السقف .. وغطّى صدرهُ بالأوسمهْ
    ورشاني بخطابْ ..
    كلّما ناديتُهُ : يا أميرَ البرّ .. والبحرِ .. ويا عالي الجنابْ
    سيفُ إسرائيلَ في رقبتِنا .. سيفُ إسرا .. سيفُ إسـ ...
    ركبِ السيّارةَ المكشوفةَ السقف .. إلى دارِ الإذاعهْ
    ورشاني بخطابْ ..
    ورماني بينَ أسنانِ الجواسيسِ ، وأنيابِ الكلابْ
    فاعذروني ، أيّها السّادةُ ، إن كنتُ كفرتْ
    وَصَفوا لي صبرَ أيّوبَ دواءً .. فشربتْ
    أطعموني ورقَ النشّافِ .. ليلاً ونهاراً .. فأكلتْ
    أدخلوني لفلسطينَ على أنغامِ (ما يطلبهُ المستمعونْ)
    أدخلوني في دهاليزِ الجنونْ ..
    فاعذروني - أيّها السّادةُ - إن كنتُ ضحتْ
    كان في ودّيَ أن أبكي ..
    ولكنّي ضحكتْ ..



    طوق الياسمين


    شكراً.. لطوقِ الياسَمينْ
    وضحكتِ لي.. وظننتُ أنّكِ تعرفينْ
    معنى سوارِ الياسمينْ
    يأتي بهِ رجلٌ إليكِ..
    ظننتُ أنّك تُدركينْ..

    وجلستِ في ركنٍ ركينْ
    تتسرَّحينْ
    وتُنقِّطين العطرَ من قارورةٍ وتدمدمينْ
    لحناً فرنسيَّ الرنينْ
    لحناً كأيّامي حزينْ
    قَدماكِ في الخُفِّ المُقَصَّبِ
    جَدولانِ منَ الحنينْ

    وقصدتِ دولابَ الملابسِ
    تَقلعينَ.. وترتدينْ
    وطلبتِ أن أختارَ ماذا تلبسينْ
    أَفَلي إذنْ؟
    أَفَلي إذنْ تتجمَّلينْ؟
    ووقفتُ.. في دوّامةِ الألوانِ ملتهبَ الجبينْ
    الأسودُ المكشوفُ من كتفيهِ..
    هل تتردّدينْ؟
    لكنّهُ لونٌ حزينْ
    لونٌ كأيّامي حزينْ
    ولبستِهِ
    وربطتِ طوقَ الياسمينْ
    وظننتُ أنّكِ تَعرفينْ
    معنى سوارَ الياسمينْ
    يأتي بهِ رجلٌ إليكِ..
    ظننتُ أنّكِ تُدركينْ..

    هذا المساءْ..
    بحانةٍ صُغرى رأيتُكِ ترقصينْ
    تتكسَّرينَ على زنودِ المُعجَبينْ
    تتكسَّرينْ..
    وتُدَمدمينْ..
    في أُذنِ فارسِكِ الأمينْ
    لحناً فرنسيَّ الرنينْ
    لحناً كأيّامي حزينْ

    وبدأتُ أكتشفُ اليقينْ
    وعرفتُ أنّكِ للسّوى تتجمَّلينْ
    ولهُ ترُشِّينَ العطورَ..
    وتقلعينَ..
    وترتدينْ..
    ولمحتُ طوقَ الياسمينْ
    في الأرضِ.. مكتومَ الأنينْ
    كالجُثَّةِ البيضاءَ ..
    تدفعُهُ جموعُ الراقصينْ
    ويهمُّ فارسُكِ الجميلُ بأخذِه ..
    فتُمانعينْ..
    وتُقَهقِهينْ..
    " لا شيءَ يستدعي انحناءَكَ ..
    ذاكَ طوقُ الياسمينْ.. "



    شؤون صغيرة


    شؤونٌ صغيرهْ
    تمرُّ بها أنتَ دونَ التفاتِ
    تُساوي لديَّ حياتي
    جميعَ حياتي ..
    حوادثُ .. قد لا تثيرُ اهتمامَكْ
    أُعَمِّرُ منها قصورْ
    وأحيا عليها شهورْ ..
    وأغزلُ منها حكايا كثيرهْ
    وألفَ سماءْ .
    وألفَ جزيرهْ ..
    شؤونٌ .. شؤونُكَ تلكَ الصغيرهْ


    2

    فحينَ تُدَخِّنُ .. أجثو أمامَكْ
    كقِطَّتِكَ الطيِّبهْ
    وكُلِّي أمانْ
    أُلاحقُ مَزهوَّةً مُعجَبهْ
    خيوطَ الدخانْ
    توزّعُها في زوايا المكانْ
    دوائرْ ..
    دوائرْ ..
    وترحلُ في آخرِ اللّيل عنّي
    كنجمٍ ، كطيبٍ مُهاجِرْ
    وتتركني يا صديقَ حياتي
    لرائحةِ التبغِ والذكرياتِ
    وأبقى أنا .. في صقيعِ انفرادي ..
    وزادي أنا .. كلُّ زادي
    حطامُ السجائرْ
    وصحنٌ يضمُّ رماداً ..
    يضمُّ رمادي ..

    3

    وحينَ أكونُ مريضهْ
    وتحملُ لي أزهارَكَ الغاليهْ
    صديقي إليْ ..
    وتجعلُ بين يديكَ يديْ
    يعودُ ليَ اللونُ والعافيهْ
    وتلتصقُ الشمسُ في وجنتَيْ
    وأبكي ...
    وأبكي ...
    بغيرِ إرادهْ
    وأنتَ تردُّ غطائي عليّْ
    وتجعلُ رأسي فوقَ الوسادهْ
    تمنّيتُ كلَّ التمنّي
    صديقي .. لو انّي
    أظلُّ .. أظلُّ عليلهْ
    لتسألَ عنّي ..
    لتحملَ لي كلَّ يومٍ ..
    وروداً جميلهْ ..


    4

    وإن رنَّ في بيتِنا الهاتفُ
    إليهِ أطيرْ
    أنا يا صديقي الأثيرْ
    بفرحةِ طفلٍ صغيرْ
    بشوقِ سنونوَّةٍ شارِدهْ
    وأحتضنُ الآلةَ الجامدهْ
    وأعصرُ أسلاكَها الباردهْ
    وأنتظرُ الصوتَ .. صوتَكَ يهمي عليّْ
    دفيئاً ، مليئاً ، قويّْ
    كصوتِ ارتطامِ النجومْ
    كصوتِ سقوطِ الحليّْ
    وأبكي .. وأبكي ..
    لأنّكَ فكَّرْتَ فيّْ
    لأنّكَ من شرفاتِ الغيوبْ
    هتفْتَ إليّْ


    5

    ويومَ أجيءُ إليكْ ...
    لكي أستعيرَ كتابْ
    لأزعمَ أنّي أتيتْ ..
    لكي أستعيرَ كتابْ
    تمدُّ أصابعَكَ المُتعَبهْ
    إلى المكتبهْ ..
    وأبقى أنا .. في ضبابِ الضبابْ
    كأنّي سؤالٌ .. بغيرِ جوابْ
    أحدِّقُ فيكَ .. وفي المكتبهْ
    كما تفعلُ القطَّةُ الطيّبهْ ..
    تُراكَ اكتشفتْ ؟
    تُراكَ عرفتْ ؟
    بأنّي جئتُ لغيرِ الكتابْ
    وإنّيَ لستُ سوى كاذبهْ ..
    .. وأمضي سريعاً إلى مخدعي
    كأنّي حملتُ الوجودَ معي ..
    وأشعِلُ ضوئي ..
    وأسدِلُ حولي الستورْ
    وأنبشُ بينَ السطورِ ، وخلفَ السطورْ
    وأعدو وراءَ الفواصلِ ، أعدو
    وراءَ نقاطٍ تدورْ ..
    ورأسي يدورْ
    كأنّيَ عصفورةٌ جائعهْ
    تفتّشُ عن فضلاتِ البذورْ
    لعلّكَ .. يا .. يا صديقي الأثيرْ
    تركتَ بإحدى الزوايا
    عبارةَ حُبٍّ صغيرهْ ..
    جُنَيْنَةَ شوقٍ صغيرهْ ..
    لعلّكَ بينَ الصحائفِ خبّأتَ شيّا
    سلاماً صغيراً .. يعيدُ السّلامَ إليّا ..


    6

    .. وحينَ نكونُ معاً في الطريقْ
    وتأخذُ - من غير قصدٍ - ذراعي
    أحسُّ أنا يا صديقْ
    بشيءٍ عميقْ ..
    بشيءٍ .. يشابهُ طعمَ الحريقْ
    على مِرفقي
    وأرفعُ كفّي نحوَ السّماءْ
    لتجعلَ دربي بغيرِ انتهاءْ
    وأبكي ...
    وأبكي ...
    بغيرِ انقطاعِ ..
    لكي يستمرَّ ضياعي ..
    وحينَ أعودُ مساءً .. إلى غُرفتي
    وأنزعُ عن كَتفَيَّ الرداءْ
    أحسُّ - وما أنتَ في غرفتي -
    بأنَّ يديكَ
    تلُفَّانِ في رحمةٍ مِرفقي
    وأبقى لأعبدَ يا مُرهِقي
    مكانَ أصابعكَ الدافئاتْ
    على كمِّ فُستانيَ الأزرقِ
    وأبكي ...
    وأبكي ...
    بغيرِ انقطاعِ ..
    كأنَّ ذراعيَ .. ليستْ ذراعي ..

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 8:25 am