Satellite

"رسالة من مواطن مصري إلى الرئيس مبارك 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا "رسالة من مواطن مصري إلى الرئيس مبارك 829894
ادارة المنتدي "رسالة من مواطن مصري إلى الرئيس مبارك 103798

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

Satellite

"رسالة من مواطن مصري إلى الرئيس مبارك 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا "رسالة من مواطن مصري إلى الرئيس مبارك 829894
ادارة المنتدي "رسالة من مواطن مصري إلى الرئيس مبارك 103798

Satellite

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Satellite

العالم من حولك ( منتدى شامل يهتم بجميع امور الحياه )


2 مشترك

    "رسالة من مواطن مصري إلى الرئيس مبارك

    النشوقاتى
    النشوقاتى
    مشرف
    مشرف


    مهم "رسالة من مواطن مصري إلى الرئيس مبارك

    مُساهمة من طرف النشوقاتى الأربعاء أكتوبر 12, 2011 1:27 am

    اعتراف
    .. وتقديم..



    (نشر هذا الكتاب في مصر عام 1993 أما هذه
    المقدمة:- اعتراف وتقديم - فقد كتبت عام 2003 ماعدا الحاشية الأخيرة)


    أعترف للقارئ، أنني لو
    استقبلت من أمري ما استدبرت، لما كتبت هذا الكتاب..!!


    والكتاب هو:
    "رسالة من مواطن مصري إلى الرئيس مبارك" والذي نشر كمقالات في صحيفة
    الشعب عام 1992 ثم ككتاب عام 1993م.


    إلا أن ذلك لا يعنى أي
    نوع من الندم، أو التراجع عما قلت، بل على العكس. فقط أريد أن أقول أن
    بصيص الأمل الذي كان يحدوني أيامها لمخاطبة السيد الرئيس قد خبا، ولم يعد له
    وجود. أما الكوارث والخطايا فكلها ما تزال.. بل ربما ربت ونمت، وربما لم ترب
    ولم تنم، ولكننا فقط اكتشفنا ما كان موجودا منذ البداية لكنه كان خفيا
    علينا.. ولهذا فإن هذه الرسائل التي كتبت منذ عشرة أعوام يمكن أن تكتب اليوم كما
    كتبت أول مرة.. بلا تغيير.. على الإطلاق..ربما فقط يكون واجبا إسقاط سهم ائتلاف
    القلب..لأن سهم المؤلفة قلوبهم كان يقصد به من يراد جذبهم نحو مزيد من
    الإيمان أو دفعهم بعيدا عن الردة..أما المؤمنون حقا فلم يكن لهم نصيب في سهم
    المؤلفة قلوبهم.. ولا الكفار أيضا كان لهم ذلك السهم.


    ***


    إلا أنني في نفس الوقت
    أستدرك أن الدافع خلف كتابة الكتاب لم يكن كله أملا في استجابة الرئيس لما أكتبه
    له، ، نعم.. لم يكن كله ولا حتى بعضه، بل ربما كان الجزء الغالب فيه- وعلى سبيل
    الاحتياط لا أقول الوحيد- هو إبراء لذمتي أمام الله يوم القيامة، و
    إلزام الرئيس بالحجة يوم الحساب، حتى لا يدعى أحد أنه لم يكن يعرف.

    والحقيقة أنني بدأت
    كتابة المقالات دون أن أعرف إن كنت سأتمكن من نشرها بأية وسيلة، كان قد صودر لي
    كتاب : " مباحث أمن الوطن"، وعطل آخر لمدة عامين: " الحاكم
    لصا"، وتجاهل المجوس المسيطرون على أجهزة الإعلام ذلك، فقد كان الكتابان
    يهاجمان نظام الحكم، وهم لا يعتبرون المصادرة اعتداء على الحرية إلا إذا
    كانت حرية الشيطان، حرية التطاول على الذات الإلهية والمقدسات. ثم كان أن
    التقيت بالأستاذ عادل حسين، و أملت أن ينشر حلقة أو حلقتين من هذه الرسائل في
    صحيفة الشعب، على أن ينشر الباقي في كتاب. لكنني فوجئت بنيتهم نشر الرسائل
    كاملة.


    مع الحلقة الأولى كان
    رد الفعل هائلا، كان أكبر بكثير مما توقعت من أمة ظننت أن تزييف وعيها قد اكتمل،
    وكان ممن قابلتهم أيامها بالمصادفة الدكتور سعد الدين إبراهيم، الذي وصف الأثر
    الذي أحدثته المقالات بأنه زلزال في الصحافة المصرية لم يحدث من عشرينيات القرن
    العشرين، وكان هو الشخص الذي أسندت إليه – دون أن أذكر اسمه – وصف حاشية الرئيس
    ووزرائه في الحلقة الثانية من هذه المقالات.


    مع نشر المقالات فاق
    توزيع الصحيفة كل تصور، وبلغ الأمر أن إدارة الصحيفة لم تستطع الاحتفاظ بنسخ
    من الصحيفة للأرشيف فلجئوا إلى التصوير.


    الأستاذ الدكتور حلمي
    مراد – عليه رحمة الله ورضوانه- أخبرني أن الدكتور عاطف صدقي رئيس الوزراء آنذاك
    اتصل به في لهفة راجيا أن يوفر له نسخة من "الشعب" حيث كان مسافرا
    للخارج، ففاتته الحلقة الرابعة من الرسائل، ولم يتمكن من الحصول عليها حين عاد.


    في الجانب الآخر نشط
    جهاز مباحث أمن الدولة، وأخذ يوجه إلىّ رسائل نارية، بطريقة مباشرة وغير مباشرة ،
    ما بين الترغيب والتهديد، والتلويح بما يمكن أن يفعلوه، ومنذ المقالة الأولى بذلوا
    ضغوطا شديدة لإرغامي على التوقف. ومع كل مقال كان الإلحاح يزداد، وكذلك التهديد،
    وكوني أكتب ذلك بعد عشرة أعوام من حدوثه، يستبعد العنصر الذاتي من الحدث، وما أردت
    بالحديث الآن إلا أن أكشف كيف يواجه هذا الجهاز الرأي الآخر.


    وقد شملت التهديدات كل
    الممكنات، ابتداء من تلفيق القضايا، إلى حادث سيارة غامض، إلى التهديد بالأبناء!..

    بعد المقالة الثالثة
    جاءني مسئول من جهاز أمنى آخر، يعرض علىّ التوقف عن كتابة المقالات مقابل تدبير
    لقاء لي مع الرئيس على الفور، و أجبته أنه يسعدني لقاء الرئيس، لكن هذا اللقاء
    سيكون موضوع حلقة سادسة من هذه الرسائل الذي يبلغ عددها خمسة!!. سأعتبر نفسي سفير
    الشعب المصري إليه.. قال لي الرجل أنني أحظى باحترام واسع و أنهم يدركون إخلاصي
    وصدق نواياي، ويدركون أيضا أن السبب في انتقاداتي العنيفة يكمن في أنني لا أعرف
    الكثير من الخبايا والظروف المعقدة المتشابكة، و أنني إذا استجبت له وأوقفت سلسلة
    المقالات فسوف يتكفل الرئيس بنفسه بشرح ما غمض علىّ، وهنا قلت له: لا أملك إلا
    التحذير.. فكل ما يقوله الرئيس لي سيجد طريقه إلى النشر على الفور. وقلت لنفسي:
    المديح بداية الغواية والأسرار بداية الانحراف.


    في نفس الأسبوع فوجئت
    بإنذارين حكوميين، الإنذار الأول يخبرني بضرورة أن أقوم بهدم منزلي، فإن لم أفعل
    في خلال أسبوعين فإن الأجهزة الحكومية سوف تقوم بالهدم بنفسها، وسوف تحملني تكاليف
    الهدم. أما الإنذار الثاني فكان بضرورة إغلاق عيادتي لمخالفة شروط الترخيص.


    الإنذار الأول كان سببه
    أنني وسعت بعض غرف المنزل، والإنذار الثاني كان بسبب تجديد دواة المياه!!..

    في الجامعات والمساجد
    عقدت حلقات لقراءة الرسائل، بل واستعملت بعض عبارات الرسائل في المظاهرات، وبدأت
    أدرك أن الأمر أخطر مما قدرت، وأن احتمالات الاستشهاد قوية، و بدأ الهجوم
    علىّ في الصحف الحكومية، واتصل بي بعض الصحافيين في مؤسسة الجمهورية كي يخبروني أن
    سمير رجب كلف طاقما كاملا من الصحافيين باختلاق الأكاذيب عنى، وجاء بعض هذا الطاقم
    ليلتقط صورا لمنزلي، وفى نفس الوقت، كانت قوات من الأمن تراقب المنزل، والتقطت
    قوات الأمن صورا للمصور الصحفي وهو يلتقط الصور لمنزلي، و ألقت القبض عليهم، ولم
    يفرج عنهم إلا بعد تدخل رئيس التحرير، والصورة التي التقطها جهاز الأمن للمصور
    الصحافي وهو يصور كانت طرفة لدى أعلى مستويات السلطة، وكانت من ناحية أخرى دليلا
    على يقظة الأمن، وكان هذا هو السر في القبض على الصحافيين، فقد أريد للواقعة أن
    تتردد أصداؤها في أعلى مستويات السلطة، وهو ما حدث.

    ذهبت إلى الجهة المختصة
    التي أنذرتني بهدم منزلي، من خبرات سابقة كنت قد اكتشفت قانون التناسب الطردى بين
    الدرجة الوظيفية من ناحية وبين الفساد والخسة من ناحية أخرى، قلت لنفسي أنني لو
    ذهبت إلى رئيس الجهاز فربما يجدها فرصة لمنافقة الحكام فيختصر مهلة الخمسة عشر
    يوما، سألت الله العون، على أحد المكاتب وجدت موظفا عجوزا فسألته، وبدا الرجل لا
    يصدق ما أقوله له، بل إنه سخر منى ضاحكا: التنظيم الداخلي في المنزل شأنك أنت ما
    دمت لم تعتد على خط التنظيم الخارجي( الشارع) .. فأعطيته الإنذار الذي وصلني،
    فحملق فيه بذهول وهو يتمتم: هذه أول مرة في حياتي أرى إنذارا بهذا المعنى، لو كان
    ذلك صحيحا لهدمنا منازل مصر كلها، وفجأة سألني : من أنت؟ الأمر غريب ولا يتعلق
    بالإسكان.. وراجع الإنذار كي يعرف اسمي ثم حملق فىّ قائلا: هل أنت الذي تكتب
    الرسائل إلى الرئيس مبارك؟ وأجبته بالإيجاب، فإذا به ينتفض ليعانقني والدموع تملأ
    عينيه، ويندفع ليسب السلطة سبابا عنيفا، ويقول في تأثر بالغ: إن الله يدافع عن
    الذين آمنوا، اذهب يا دكتور، إن الله يدافع عن الذين آمنوا. سألت الرجل ماذا يعنى
    فأجاب ولما يزايله الانفعال.. اذهب.. لا تشغل نفسك بهذا الأمر.. واصل رسائلك..
    والله في عونك.. وربما بدا علىّ التردد أو الشك.. فاندفع الرجل يقول: أنت تقول
    لنفسك كيف يستطيع هذا الموظف البسيط أن ينقذني مما لا يستطيع وزير الإسكان نفسه
    إنقاذي منه.. الأمر بسيط.. منذ أيام جاءتنا أوامر مشددة بالبحث عن ملف منزلك.. بعد
    مجهود مضن عثرنا عليه.. تناولته الأيدي وطلبه كبار المسئولين للاطلاع عليه.. لم
    نكن نعرف السبب.. ولقد أعادوه بالأمس كي تقوم الشئون القانونية بإعداد مذكرة
    الهدم.. في تجوال الملف بين المكاتب المختلفة لم يعد عهدة أحد.. وجدته اليوم
    بالصدفة على أحد المكاتب.. لم أكن أعرف أن الأمر يتعلق بمن يكتب تلك الرسائل إلى
    الرئيس.. دفعني الفضول لأخذ الملف للاطلاع عليه.. لأعرف سبب الاهتمام به
    وسبب هدم منزل هذا الرجل الذي هو أنت.. هذا هو الملف..


    وسألت الرجل في حيرة:
    وماذا ستفعل لوقف قرار الهدم.. ؟ وببساطة أخرج الرجل صحيفة الأهرام، فتحها،
    كان يخفى صحيفة الشعب داخلها، كان بها إحدى رسائلي للرئيس مبارك، وببساطة وضع
    الملف بين طيات الصحيفتين، ونظر إلىّ هامسا: عند انصرافي سآخذ الملف كله معي،
    سألقيه في الترعة المجاورة، بدون ملف لا يستطيعون فعل أي شئ، لا الهدم ولا رفع
    قضية ولا حتى تحرير مخالفة، وكل هؤلاء الذين يتنافسون اليوم على سرعة الهدم
    سيتنافسون غدا على التكتم على الأمر كله بسبب فضيحة اختفاء الملف.


    كان انفعال الرجل قد
    انتقل إلىّ.. ولم يكن سوى الصمت يمكن أن يعبر عن مشاعري، صافحت الرجل، وانصرفت
    فعلا، لكنني سرعان ما عدت.. قلت للرجل: أنا لم أعرف حتى اسمك.. أريد أن أعرفك ..
    على الأقل لأذكرك أمام الله في دعائي.. و إذا بالرجل يقول: أرجوك يا دكتور.. دع
    عملي خالصا لوجه الله.. لن أخبرك باسمي.. أنا في أرذل العمر.. سأحال للمعاش بعد
    عام.. فدعني أتقرب إلى الله بهذا العمل..


    حتى الآن – بعد عشرة
    أعوام وبضعة شهور - لم يفتح الموضوع مرة أخرى..!!.. ولم ألق الرجل قط..

    قيل أن سمير رجب بعد أن
    أعد صفحتين كاملتين للهجوم علىّ جاءته تعليمات من جهات عليا بعدم زيادة الاهتمام
    بالرسائل لأن ذلك سيزيد من شعبيتي وانتشارى، فاستعاض عن الرد في الجمهورية بأن كلف
    أحد غلمانه بنشره في صحيفة حزبية: صحيفة مصر الفتاة، وكان سمير رجب قد تآمر على
    الحزب والصحيفة، وتم لأعوانه الاستيلاء عليها، وعين أحد غلمانه رئيسا لتحريرها،
    وكان تعيين رئيس التحرير هذا فضيحة، فتم استبداله بعد صدور عددين فقط، كان
    متهما في عدة قضايا جنائية، ليس أخطرها قضية تسهيل دعارة!! وصدر ضده - في
    قضية تسهيل الدعارة- حكم نهائي بالسجن ثلاثة أعوام، فلاذ بماهر الجندي حين كان
    محافظا لمحافظة الغربية، فمنع تنفيذ الحكم عليه، بل واصطحبه معه عند نقله إلى
    الجيزة، وكان هذا الغلام أحد الأعوان الرئيسيين للصديقين الحميمين: سمير رجب
    وماهر الجندي.


    في الصفحة الأولى من
    الصحيفة نشر الموضوع الضخم تتصدره صورة لمنزلي، أما الموضوع نفسه فقد بلغت البذاءة
    والافتراء فيه درجة لا تصدق، الكذب في الصحافة فن!.. نعرف ذلك منذ زمان طويل..
    ولأنه فن فلابد أن يعتمد ولو على جزء ولو صغير من الحقيقة.. لكن الموضوع
    الذي نشر كان كله أكاذيب مذهلة لا تشوبها شائبة صدق.


    وربما لا يتسع كل هذا
    الجد الذي نحن فيه لأي هزل، ولكنني أريد أن أكشف أمام القراء المدى الذي بلغه
    الإسفاف والكذب، وهم يصفون منزلي ضاعفوا مساحته خمسين ضعفا، أما عنى، فقد وصفوني
    أن لحيتي تمتد أشبارا عديدة ( لم أتشرف بعد باتباع السنة و إطلاق لحيتي و إن كنت
    أنوي ذلك قريبا إن شاء الله) .. و أنني أطلقتها كجزء من عملية نصب واحتيال، و أنني
    زورت شهاداتي العلمية، و أنني بدأت في تكوين ثروتي باختراع مزيج مقو للشيوخ(!!)-
    تخصصي: استشاري في الأشعة التشخيصية، وهو تخصص ليس له أي علاقة بالعقاقير- و أنني
    روجت لهذا المزيج السحري في الدول العربية بين الأمراء وشيوخ البترول، لكنني لم
    أكتف بهذا، فقد واصلت استغلال نجاح المزيج الذي اخترعته، فافتتحت مكتبا اقتصر
    نشاطه على تزويج القاصرات المصريات لشيوخ العرب، ورغم ما حصلت عليه من ثروة، إلا
    أن ذلك كله لم يرو جشعي، فانتهزت قيام الثورة الإسلامية في إيران، وعرضت نفسي على
    الإمام الخميني، الذي بادر باستدعائي، فذهبت إليه، فكلفني بإشعال الثورة الإسلامية
    في مصر، وأعطاني مقابل ذلك ملايين لا يمكن حصرها!!.

    سوف يتكرر الأمر بعد
    ذلك في قضية الوليمة، ليثبت أن بعض كتاب السلطة أكثر شرا وبذاءة من أعتى جلادي
    الشرطة والسلطة.

    إنني أكتب هذه التفاصيل
    لأكشف الوسائل المجرمة التي تلجأ إليها الأجهزة لتحطيم من يقول الحق، أكتبها
    لأوضح أن الكفر ملة واحدة، و أن ما تمارسه أمريكا و إسرائيل ضد شعوبنا قد سبقت
    حكوماتنا إليه، بطريقة همجية ووحشية، بل إن إسرائيل و أمريكا كان لديهما قدر من
    الحصافة بحيث يحاولان دائما إخفاء وسائلها الحية البشعة، وظل الأمر هكذا حتى
    غزوتي نيويورك، جزا لله الشيخ أسامة بن لادن كل خير، فقد هتك أستار الحضارة
    عن وجوهه لتبدو وحشيتهم بدون قناع.و أكتبها لأحمد الله أن ثبت قلبى على الحق،
    لكنني في نفس الوقت آسى لعشرات ومئات و ألوف، حولتهم أجهزة الأمن من مشاريع
    مواطنين شرفاء، إلى عملاء، أو إلى حطام بشرى.و أكتب هذه التفاصيل، لأن قلبى يتمزق
    كل صباح، مع رسائل البريد الإليكتروني، التي تصلني من طلبة الجامعة، الطلبة الذين
    تخطفهم عصابات الأمن، فتبدأ بتعذيبهم عذابا همجيا وحشيا مجنونا، يستمر أياما طويل،
    ثم تبدأ المساومة على إنهاء العذاب، مقابل أن يتعهد الطالب بالتجسس على زملائه.و
    أكتب هذه التفاصيل، وهى قطرة في بحر مما حدث لي وما يزال يحدث، وآخره أن مكافحة
    التهرب من الضرائب تتعقبني، لا بالمواجهة، لأنهم يعرفون أكثر من أي أحد آخر سلامة
    موقفي، بل ويعرفون ما هو أكثر، من تدخل السلطة المباشر لمحاربتي بالضرائب، وتلك
    قصة أخرى أود كتابتها ذات يوم.أكتب هذا لأقول أن أجهزة بعيدة عن أمن الحاكم، قد
    شوهت امتهنت لتقوم بدور الخادم الغبي للأمن السياسي، ولم يكن ذلك بأي هدف،
    إلا التنكيل، ولقد ترتب عليه في إيجاز مذهل الوضع الاقتصادي المتردي، والذي يتلخص
    في أنه في خلال ربع القرن الأخير، بدأ النظام السياسي الحالي في مصر، وبدأ معه
    نظام سياسي في سنغافورة، كان متوسط الدخل للفرد متقاربا، مع زيادة طفيفة للمصري،
    بعد خمسة وعشرين عاما، ارتفعت صادرات سنغافورة ( ثلاثة ملايين مواطن) إلى تسعين
    مليار دولار، أما في مصر فقد ثبتت الصادرات عند رقم ثلاث مليارات ونصف المليار
    لسبعين مليون مواطن.. لم تزد مليارا واحدا طيلة حكم الطوارئ الأبدي.. لأنهم في
    سنغافورة ليس لديهم أمن سياسي، و لا إدارة مكافحة تهرب تطارد من ينتقد النظام
    وتفلت تحت بصرها من أوسع الأبواب مئات المليارات المهربة، كما لا يحول جهاز الأمن
    بها الطلبة إلى جواسيس.. ثم أن الأمور هناك تتم طبقا للعقل والعلم والخبرة.. وليس
    طبقا لتوجيهات سيادته



    بعد أعوام من نشر
    المقالات لقيني أحد كبار رجال الأمن قائلا:- لن نغفر لك أبدا ما فعلته في هذه المقالات،
    لقد كنت ككاسحة الألغام التي تمهد الطريق للجحافل بعدها، ولقد اقتحمت أبوابا لم
    يجرؤ أحد على اقتحامها منذ عام 52.

    لم يكن سرطان الدولة قد
    انتشر في النقابات المهنية بعد، وعندما علم الزملاء بنقابة الأطباء بسحب ترخيص
    عيادتي ( وكان سبب سحب الترخيص كما أسلفت مهزلة: تجديد دورات المياه، بينما
    الترخيص يتعلق بغرف الفحص الإشعاعي فقط) ، و يستغرق استخرج ترخيص جديد أكثر من
    عامين، لذلك فقد بادر الزملاء إلى بند مهجور من بنود القانون، تم بمقتضاه
    إصدار ترخيص مؤقت، تم النص فيه على أنه يحل تماما محل الترخيص النهائي.و أسقط في
    يد الأجهزة التي جاءت بعد أسبوعين لإغلاق عيادتي.

    اكتمل نشر المقالات فى
    آخر شهر مايو عام 92، فى المقالة الخامسة والأخيرة ناشدت الرئيس ألا يرشح
    نفسه مرة أخرى، وكان الاستفتاء على الرئاسة مقررا فى نهاية عام 93، وردا على
    مناشدتى انفجرت المبايعات فى الصحف الحكومية والعميلة والمنافقة ، انفجرت، وظلت
    تبايع عاما ونصف عام!!.. رغم أن النتيجة معروفة قبلها بأعوام..


    وصلتني آلاف الخطابات
    والاتصالات، وكانت الضغوط الأمنية في ازدياد مستمر، وكنت تحوطا لاعتقالي قد أرسلت
    الحلقات كلها إلى الأستاذ عادل حسين، وقبل نشر الحلقة الأخيرة بيوم جاءني اتصال
    تليفوني ممن عرفني بنفسه كضابط كبير في مباحث أمن الدولة في لاظوغلى, طلب
    منى الذهاب إليهم على الفور، وسألت عن السبب، أجاب في لهجة قاطعة: لاستجوابك في
    أمر رسائلك إلى سيادة الرئيس، فرفضت ما لم يكن ذلك باستدعاء رسمي, وجاءني
    صوته عبر الهاتف:- مجيئك لنا خير من مجيئنا لك و "بهدلة" أسرتك
    وبيتك!. وطال الحوار بيننا، قلت للرجل
    أنهم جهة للتحرى فقط، ومن حقهم بعد موافقتي أن يسألوني عما بدا لهم، لكن القانون
    يشترط موافقتي، و أنا لا أوافق. وراح الرجل يهدد ويتوعد، فقلت له أنه يمكنه التزام
    الطريق القانوني فيستصدر أمرا من نيابة أمن الدولة بالقبض علىّ.. وساعتها سأكون
    بين أيديهم بالقانون، وقال الرجل أنهم تعودوا أن يأمروا فيطاعوا، و أنني أعرض نفسي
    لخطر جسيم برفض المثول، وقلت له أنني لن أذهب إليهم، لأن مجرد ذهابي إقرار بحقهم
    فيما يفعلون، و أنا لا أقر به، وأن المجال مفتوح أمامهم ليختطفوني كرجال العصابات،
    وقال الرجل أنهم لن يختطفوني بل سيأخذونني عنوة واقتدارا من منزلي بعد أن يحطموا
    أثاثه وبعد أن يوجهوا ما شاءوا من الإهانات لي ولأسرتي. وقلت له أنهم يستطيعون فعل
    ذلك و أكثر منه، كعصابة وليس كجهاز أمن، وراح الرجل يطلب منى مرة أخرى أن
    أذهب بنفسي إليهم كي أوفر على نفسي كل هذه المشقة. وكررت رفضي.. فتوعدني قائلا: -
    إذن.. ذنبك على جنبك.. انتظرنا الليلة.. أدركت أنها النهاية، كنت قد وطنت نفسي منذ
    زمان طويل أنه حين يحين ذلك فلن أسمح لهم بالنيل من كرامتي، و أن ذلك سوف
    يسفر في الأغلب عن قتلى، وأيقنت أنني سألقى الله خلال ساعات قليلة..
    فاحتسبت عند الله نفسي و أهلي.. وقلت لنفسي أنه وقد بلغ الأمر هذا المدى فإن هناك
    ما أود إضافته إلى رسائلي ما أبرئ به ذمتي أمام الله.. كنت كطالب فوجئ بأن امتحان أعمال السنة هو
    الامتحان النهائي ولم يكن أمامه إلا أن يراجع إجاباته طمعا في درجات أعلى..!!.. اتصلت
    بإدارة الشعب، وطلبت منهم انتظار نسخة مزيدة ومنقحة من الحلقة الخامسة والأخيرة. وقضيت
    الليل ليس في انتظار التتار الجدد بل في الإضافة إلى المقالة الخامسة
    والأخيرة من سلسلة المقالات. ولقد فعلت ذلك بوجدان من يقوم بآخر عمل في
    حياته فيود بكل ما يملك أن يتقنه حتى يكون حجة له أمام الله ووجاء من النار. عكفت
    في غرفة مكتبي، أترقب الطرقات الشيطانية، كنت أنقح المقال على جهاز الكمبيوتر
    مباشرة، وقد أعددت عدتي عندما أسمع الطرقات أن أبدأ إرسال المقال بالفاكس عن طريق
    الكمبيوتر على الفور، ثم أطفئ شاشة الجهاز و أدعه يعمل، سوف يستغرق الإرسال
    دقائق قليلة، و لأن الشاشة ستكون مطفأة فلن يلاحظوا عندما يدخلون لتفتيش المكان
    أنني أرسل المقال في وجودهم. ظللت أنتظرهم حتى الفجر، لم يأتوا، قمت للصلاة.. و
    أرسلت المقال.. أغمضت عيني في إجهاد ورضا.. كنت أدعو الله أن يتقبل منى.. وبعد فترة فتحت
    عيني على لوحة المفاتيح الخاصة بجهاز الكمبيوتر غارقة في الدم!!.. كان نزيفا من
    الأنف.. ربما بسبب ارتفاع في ضغط الدم بسبب الانفعال.. وربما تضافر الوعي مع
    اللاوعي.. والرمز مع الواقع لينطق أن هذه الرسائل قد كتبت فعلا بالدم..

    لا يبقى إلا أن أترككم
    مع الرسائل.. لكنني قبل ذلك أريد أن أوجه
    رسائل عاجلة:


    الرسالة الأولى
    إلى الشهيدين الكويتيين العظيمين أنس الكندري وجاسم الهاجري اللذين أنقذا
    شرف الكويت بعمليتهما الاستشهادية ضد الأمريكيين.. كان وضع الكويت أمام الأمة
    والتاريخ قد تحول إلى رمز لخيانة قضية الأمة والتحالف مع أعدائها.. البطلان
    الكويتيان أظهرا أن الداء الوبيل ليس في الشعب الكويتي نفسه، بل إن الداء – كبقية
    العالم العربي- في الحكام وليس في الشعب.. أيها الشهيدان العظيمان.. جزاكما الله
    عن الأمة خيرا.


    الرسالة الثانية إلى
    الدكتور أيمن الظواهرى.. حمدا لله على سلامتك يا بطل مصر الغالي ومجاهدها العظيم،
    الله والأمة يعرفون أن من ينعتونك بالإجرام هم المجرمون.

    الرسالة الثالثة: إلى
    العميد محمد دحلان – وليس مهما وظيفته التي يشغلها الآن في السلطة الفلسطينية،
    لأننا نختزل هذه الوظيفة في كلمة واحدة: الخائن- أقول للعميد محمد دحلان الذي وجه
    في الأسبوع الماضي نفس الاتهامات التي يوجهها سيده ومولاه شارون إلى أعظم ظاهرة في
    العالم العربي: حماس.. أقول للعميد أن أي صهيوني وكل صهيوني أشرف منه.. لأنه
    – بالفجر والجبروت والسرقة والقتل يبنى وطنا مسروقا، بينما دحلان ينفس الأدوات
    يبيع وطنا سليبا.


    الرسالة الأخيرة
    لأجهزة الأمن في العالم العربي: كلما رأيت مظاهرة لنصرة العراق أو فلسطين في أي
    بلد من بلدان العالم هتفت في لوعة : أخزاكم الله في الدنيا والآخرة..


    والآن إلى المقالات
    الخمس
    :
    النشوقاتى
    النشوقاتى
    مشرف
    مشرف


    مهم رد: "رسالة من مواطن مصري إلى الرئيس مبارك

    مُساهمة من طرف النشوقاتى الأربعاء أكتوبر 12, 2011 1:34 am

    والآن إلى المقالات
    الخمس:
    ahmed
    ahmed
    مشرف عام
    مشرف عام


    مهم رد: "رسالة من مواطن مصري إلى الرئيس مبارك

    مُساهمة من طرف ahmed الأربعاء أكتوبر 12, 2011 1:54 am

    اختلف او اتفق مع رئيك كل منا له وجهه نظره

    طبعا كلام هام جدا اتفق فى نقاط كثيره من الموضوع واختلف مع اخرى

    الف شكر يا ابراهيم على موضوعك الهام للغايه لتوضيح الرؤيا

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 10:17 am