افتتح الملياردير البريطاني ريتشارد برينسن رئيس شركة "فرجين غالاكتيك" يوم 22 اكتوبر/تشرين الاول الماضي اول مطار فضائي تجاري واقع في ولاية نيو مكسيكوالامريكية. وقد مرت 12 سنة منذ تأسيس شركة " Space Advetures" الامريكية بصفتها اول شركة تتخصص في ارسال السياح الى الفضاء. وقد تشكلت في امريكا صناعة تتوفر فيها كل ما تتصف به الصناعات التكنولوجية العالية من المستلزمات، بما في ذلك الدعاية التجارية. ومن ذلك الحين بدأ السباق الحقيقي في مجال الفضاء السياحي التجاري. هناك شركات تفكر في المستقبل البعيد، وتنوي بناء محطات فظائية تضم فنادق لليساح الفضائيين. وثمة شركات تعمل على تصميم مركبات شبه مدارية تقوم بنقل الراغبين بتنفيذ التحليق الفضائي التجاري في مدار يبلغ ارتفاعه فوق الارض ما يربو على 100 كيلومتر وذلك بسعر 200 الف دولار. وحتى بدأت الاخيرة في حجز المقاعد وبيع التذاكر لاول الرحلات فضائية شبه المدارية.
وفي 10 اكتوبر/تشرين الاول عام 2010 انفصلت سفينة SpaceShipTwo" عن طائرة حاملة وقامت باول تحليق مستقل ثم اطفأت محركاتها وهبطت على المطار الفضائي التجاري من ارتفاع 13.7 كيلومتر. وتعتبر هذه التجربة احدى التجارب السبع المخطط لها. وتضم المراحل القادمة التى ستحقق عامي 2011 و2012 عمليات تشغيل المحرك لمدة قصيرة لدى التحليق بالسرعة تحت الصوتية وثم تجاوز الحاجز الصوتي واخيرا بلوغ حدود الفضاء الكونى وهو ارتفاع يتراوح بين 100 كيلومتر و110 كيلومترات. وتنوي الشركة بعد ذلك الحصول على ترخيص بالتحليقات التجارية وتنوي تنفيذ 100 تحليق اختباري تمكنها من تحقيق اول رحلة فضائية دون مدارية في اواخر عام 2012. وقد قام 340 شخصا بحجز التذاكر لتلك التحليقات في موقع الشركة الالكتروني الرسمي.
لكن الرحلات من هذا النوع لن تكون على درجة من الامان ، حيث اكد مسؤولو الشركة ان امان التحليقات شبه المدارية يمكن مقارنته بامان تحليق الطائرة الحربية الحديثة. وفي حقيقة الامر يمكن مقارنة هذا الامان بامان الطائرات المزودة بالمحركات المكبسية التي كانت تجوب آفاق السماء في عشرينات القرن الماضي.
من المعتقد ان السياحة الفضائية قد تأتي بمثابة مصدر للافكار من شأنه ان يحفز عملية تمويل التصاميم الفضائية التي تباطأت بعد اغلاق برنامج Constellation" الامريكي. ويتهيأ العالم تدريجيا للنهوض بالسياحة الفضائية . وقد ابدت بعض الدول استعدادها لارسال السياح الى الفضاء من مطاراتها، وضمن تلك الدول السويد وسنغافورة والامارات العربية ناهيك عن الولايات المتحدة الامريكية.
اما روسيا التي تتحمل الآن عبء ثقيلا لاستغلال المحطة الفضائية الدولية بعد توقف الامريكيين عن اطلاق مكوكات "شتل" فيبدو انها تخلت عن فكرة تطوير السياحة الفضائية بواسطة السفن دون المدارية. رغم ان بعض وسائل الاعلام الروسية قد نشرت منذ سنوات نبأ تكليف شركة" روس كوسموس" الروسية لمصنع مياسيشيف التجريبي في موسكو بتصميم منظومة دون مدارية ستسمح باطلاق حتى 10 سياح في آن واحد . وكان من المخطط آنذاك ان تنفذ اول رحلة دون مدارية عام 2013. لكن منذ ذلك الحين لم يسمع شيء عن هذا المشروع . فيما تخطط شركة "روس كوسموس" الروسية لزيادة عدد اطلاقات صواريخ "سويوز" حتى 5 اطلاقات كل سنة، مما يمكنها من خلق مقعد شاغر او مقعدين شاغرين للسياح الفضائيين وذلك بالاسعار السابقة التي تبلغ 20 - 30 مليون دولار.