Satellite

الاعتبار 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الاعتبار 829894
ادارة المنتدي الاعتبار 103798

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

Satellite

الاعتبار 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الاعتبار 829894
ادارة المنتدي الاعتبار 103798

Satellite

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Satellite

العالم من حولك ( منتدى شامل يهتم بجميع امور الحياه )


2 مشترك

    الاعتبار

    النشوقاتى
    النشوقاتى
    مشرف
    مشرف


    الاعتبار Empty الاعتبار

    مُساهمة من طرف النشوقاتى الخميس أكتوبر 13, 2011 1:02 pm

    كتاب الاعتبار

    from إقرأ وأرتق by رابع
    الاعتبار Etbar







    كتاب الاعتبار

    للتحميل

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
    قرأت
    قبل أيام كتاب (الحروب الصليبية كما رآها العرب) لأمين معلوف، ولأن فترة
    الحروب الصليبية أو حروب الفرنج كما سماها مؤرخونا، فترة ثرية تاريخيا ً
    بالأحداث والقادة والسياسيين، كان لابد من قراءة ثانية لتلك الفترة، بل
    قراءات تتناول شيء من تفاصيلها.




    تتناول
    أي قراءة لتلك الفترة عادة ً شخصيات بارزة جدا ً، مثل صلاح الدين الأيوبي،
    أو نور الدين أو والده عماد الدين زنكي، صناع تلكم المرحلة، وينصرف القارئ
    إلى تتبع ما الذي حدث؟ وكيف حدث؟ ولأنها فترة ضخمة ممتدة على قرنين ومليئة
    بالأحداث، تضيع التفاصيل ويكتفي القارئ بالخطوط العامة.




    فلذا
    كان هذا الكتاب، (كتاب الاعتبار) لأسامة بن منقذ، طريقا ً آخر، منفذا ً
    إلى تلكم الفترة من خلال عيني فارس وسياسي وأديب عايش المرحلة، وخلف لنا
    مذكراته حولها.




    أميل
    عادة ً إلى قراءة الكتب المشابهة، أي الكتب التي توجد على ضفاف الأحداث
    الكبرى، لأن هذه الكتب تضفي بعدا ً إنسانيا ً على الحدث الكبير، تجعلنا
    نراه من زاوية أفقية، بدل النظر من أعلى أبراج المؤرخين العالية.




    صاحب
    هذا الكتاب هو مؤيد الدولة أبو المظفر أسامة بن مرشد بن منقذ الكناني، ولد
    في شيزر وهي مدينة تقع شمال حماة، يحيط بها نهر العاصي من جهات ثلاث، وكان
    آل منقذ أمراء على شيزر منذ استردها جدهم علي بن منقذ من البيزنطيين سنة
    474 هـ / 1081 م، وآل منقذ كما يشي اسم أسامة عرب من قبيلة كنانة.




    عاش
    أسامة بن منقذ حياة طويلة، اقتربت من المائة عام إلا قليلا، عاش هذه
    السنوات مقاتلا ً للفرنج حينا ً، ومبعوثا ً سياسيا ً يفاوضهم ويعقد معهم
    الصفقات السياسية حينا ً آخر، بل ومصادقا ً للبعض منهم كما ذكر في كتابه،
    ثم اعتزل في آخر عمره القتال والسياسة وتفرغ للكتابة، وكان أحد كتبه هذا
    الكتاب (كتاب الاعتبار) الذي جاء على شكل ذكريات متفرقة، يربطها أسامة
    موضوعيا ً، حيث تقوده الحادثة إلى شبيهتها وإن اختلف زمانهما، الكتاب حظي
    باهتمام المؤرخين وترجم إلى لغات متعددة، ويركز عادة ً على المقاطع منه
    التي تصف الفرنج وطبائعهم وأخلاقهم.




    كان
    مولد أسامة سنة 488 هـ / 1095 م قبل قدوم الصليبيين بسنتين، حيث نشأ هناك
    وكان عمه أبو العساكر سلطان بن عز الدولة بن منقذ أمير شيزر، وقد برز أسامة
    منذ صغره فارسا ً، يشارك في حروب الفرنج مع والده وعمه، وسنجد في الكتاب
    الكثير من الإشارات إلى المعارك التي خاضوها مع فرنج أفامية، وهي مدينة
    قريبة كان بين فرنجها ومسلمي شيزر معارك عديدة، ومن يقرأ مذكرات أسامة يشعر
    بأن رجال ذلك العصر يولدون على السروج ويعيشون عليها، مدرعين بالزرد أو
    الجوشن أو أي نوع آخر من أنواع الدروع، وفي أيديهم الرماح الثقيلة التي
    كانت تسمى القنطاريات، وهم لا يواجهون الفرنج فقط، بل يواجهون أيضا ً
    البيئة المعادية التي كانت تعج بالسباع، ويرد في الكتاب الكثير من قصص قتل
    أسامة للأسود، ومواسم الصيد، بل ملحق بالكتاب فصل لأخبار الصيد والقنص،
    وضعه أسامة مما يشي باهتمامه بتلك النشاطات.




    كل
    هذا الإقدام وكل هذه الشجاعة، جعلت عم أسامة يخشى منه على نفسه، كان العم
    بلا أولاد، فلذا كان أسامة هو الخيار الأصلح ليلي شيزر بعده، ولكن بعدما
    رزق بابن، قام بنفي أسامة.




    غادر
    أسامة إلى حمص حيث وقع أسيرا ً بعد معركة خاضها ضد عماد الدين زنكي،
    وكعادة ً ذلك العصر دخل في خدمة زنكي، مشاركا ً في معارك متفرقة في الشام
    والعراق وأرمينيا، قبل أن يعود إلى حماة ليعمل مع صلاح الدين الياغسياني،
    أحد رجال زنكي، والذي يذكر أسامة جبروته وطغيانه في الكتاب وينسب إلى زنكي
    قوله: “لي ثلاثة غلمان أحدهم يخاف الله تعالى وما يخافني يعني زين الدين
    علي كوجك والد كوكبوري، والثاني يخافني ولا يخاف الله يعني نصير الدين
    سنقر، والثالث لا يخافني ولا يخاف الله يعني صلاح الدين محمد بن أيوب
    الياغسياني”، الياغسياني هذا كانت هوايته فيما يبدو توسيط مخالفيه، أي
    قطعهم إلى نصفين، على أي حال يتوفى والد أسامة سنة 1137 م، فيقصد أسامة
    شيزر ليحضر الجنازة، ثم يغادرها نهائيا ً إلى دمشق لتبدأ عندها مرحلته
    الثانية.




    المرحلة
    الجديدة، كانت مرحلة السياسي، قد تبدو لنا مرحلة المقاتل شاقة، وخاصة مع
    الوصف الذي يغرقنا فيه أسامة للمعارك، والإصابات، والرجال الذين تثقب
    القنطاريات أجسادهم، أو تلتقم السباع رؤوسهم، ولكن مرحلة السياسي أصعب،
    فالسياسة في شام تلكم الفترة كانت زلقة، قذرة، أمراء مسلمون يبغض بعضهم
    بعضا ً، ويحاول كلا ً منهم الحفاظ على كرسيه من المنافسين الداخليين
    والخارجيين، فرنج يتربصون بالمسلمين وببعضهم البعض أيضا ً، تحالفات تقوم
    بسرعة، وتنفك بسرعة، ورؤوس تتساقط هنا وهناك.




    في
    هذه المرحلة سيكون هناك أسامتان، أسامة الذي نراه على صفحات (كتاب
    الاعتبار)، وأسامة الذي يخبرنا عنه بعض المؤرخين، الأول يشارك في السياسة
    فتناله شظاياها حتى يعتزلها، والآخر يعبث بالسياسة فيحرق بها الناس، ولأنني
    لست محققا ً، لا يمكنني أن أقول بأي أسامة نأخذ؟ سأنقل أسامة الذي حدثنا
    عن نفسه، وسأشير إلى أسامة الآخر عندما يستلزم الأمر.




    ننتقل
    إلى دمشق، كانت دمشق حينها تمر بفترة استقرار نسبي، بعد سنوات رهيبة اغتيل
    فيها حاكمها تاج الدين بوري على يد الحشاشين، وانتحر ابنه المجنون الذي
    خلفه، وواجه خليفته شهاب الدين محاولات لخلعه، وخاصة من والدة بوري التي
    تزوجت عماد الدين زنكي، وأرادت خلع شهاب الدين وضم دمشق إلى زنكي، وبالفعل
    قتل شهاب الدين، فولي المدينة الوزير معين الدين أنر، والذي واجه حصار زنكي
    لدمشق بالتحالف مع فلك ملك القدس الفرنجي، ففك زنكي الحصار، وتأجل ضم دمشق
    إلى إمارة آل زنكي خمسة عشر عاما ً على يد ابنه نور الدين.




    ما
    دور أسامة في تلكم الأحداث؟ لقد جاء أسامة إلى دمشق فارسا ً معروفا ً،
    مقربا ً من معين الدين أنر، ومبعوثا ً منه إلى ملك القدس الفرنجي فلك،
    وكانت هذه هي الزيارات التي روى لنا أسامة مشاهداته فيها وآرائه حول
    الفرنج، وسنذكر شيئا ً منها فيما بعد، ما يهمنا الآن هو التساؤل؟ أين أسامة
    المقاتل من أسامة السياسي؟ كيف نفهم قتال أسامة للفرنج لسنوات طويلة في
    شيزر، وتحالفه معهم الآن عندما صار في دمشق ضد عماد الدين زنكي؟




    من
    السهل أن ندين أسامة بن منقذ الآن من وراء ألف عام، ولكن لنتذكر حال
    العصر، وسنرى عندما نتحدث عن انتقال أسامة إلى مصر مدى سوء الحالة السياسية
    واستشراء المؤامرات، وأسامة بالمناسبة لا يشير إلى ما الذي كان يفعله في
    القدس، وإنما يذكر مشاهداته ويشير إلى معين الدين الذي رافقه في إحداها.




    بقي
    أسامة في دمشق لسنوات ثمان ٍ، ثم كعادة ذلك العصر، حدث ما جعل علاقته
    بمعين الدين أنر تسوء، فقرر المغادرة إلى مصر، يقول أسامة عن هذا “ثم جرت
    أسباب أوجبت مسيري إلى مصر، فضاع من حوائج داري وسلاحي ما لم أقدر على
    حمله، وفرطت في أملاكي ما كان نكبة أخرى”.




    في
    مصر كانت أيام أسامة الأصعب، كانت مصر حينها تحت حكم الحافظ لدين الله
    الفاطمي، وقد بقي أسامة هناك لتسع سنوات، مر فيها بأحداث وفتن دامية،
    يذكرها في كتابه، حيث يذكر مذبحة وقعت بين عبيد للحافظ يدعون الريحانية
    وطوائف أخرى من العبيد التي تتبع بعض الأمراء، وقد انتصرت فيها هذه الطوائف
    على الريحانية، وقتلوا منهم ألف رجل، والحافظ الذي كان مريضا ً حينها، مات
    بعد بيومين من دون أن يقتص فتولى ابنه الظافر بأمر الله مكانه، واتخذ شيخا
    ً كبيرا ً يدعى ابن مصال وزيرا ً، هذا لم يعجب حاكم الإسكندرية ابن السلار
    فحشد جنده ونزل إلى القاهرة، ودارت معركة كبيرة يقال أن قتلاها سبعة عشر
    ألف رجل – والمؤرخون يبالغون عادة ً في الأرقام -، صاحبنا أسامة كان في صف
    المنتصر (السلار) والذي صار يلقب بالملك العادل، بعدما حمل رأس ابن مصال
    إلى القاهرة، واحتل مكانه في الوزارة، بعدما استقرت الأمور للملك العادل
    قام بإرسال أسامة بن منقذ لقتال الفرنج، فواجههم عند عسقلان، وبيت جبريل،
    قبل أن يستدعيه فيعود إلى مصر، ولكن صاحبه الملك العادل يقتل في مؤامرة
    أعدها حفيد لزوجته – أي زوجة الملك العادل – يدعى نصر بن عباس بالاتفاق مع
    الخليفة الظافر الذي كان يترقب أي فرصة ينتقم فيها من ابن السلار – بعض
    المؤرخين يرى أن أسامة كان المحرض على هذا -، إذن تم قتل الملك العادل في
    بيته وبين نسائه، وتولى عباس والد نصر هذا مكانه، ويذكر أسامة أن عباس لام
    ابنه بعد هذا لوما ً شديدا ً على فعلته، ولكن أسامة دافع عنه، وهو موقف
    سنرى نحن الآن أنه مشين، وخيانة للملك العادل صاحب أسامة السابق – هذا إذا
    لم يكن قد حرض على قتله بالفعل -، ولكن لنتساءل هل كان رأس أسامة سيبقى على
    كتفيه لو لم يفعل هذا، فنصر هذا لم يقف عند هذا الحد بل بدأ يخطط لقتل
    والده ليحوز الوزارة لنفسه، مدفوعا ً بالطبع من الظافر الذي كان يرغب في
    ضرب هؤلاء ببعضهم لتقوية موقفه، ولكن أسامة يثني نصر عن ذلك، وبالفعل يغير
    نصر خطته إلى قتل الظافر نفسه بالاتفاق مع والده، ومبايعة ابنه الطفل مكانه
    !!! – بعض المؤرخين يرون أن أسامة حرض عباس على قتل الظافر بطريقة مخزية
    -، لم يكتف عباس وابنه بهذا بل قاموا بقتل أبناء الحافظ الثلاثة بطريقة
    بشعة، يصفها لنا أسامة الذي كان موجودا ً وقتها في القصر ويقول عن ذلك
    اليوم “وكان ذلك اليوم من أشد الأيام التي مرت بي، لما جرى فيه من البغي
    القبيح الذي ينكره الله تعالى وجميع الخلق”، هذه الوحشية لم تمر بسهولة،
    فبنات الحافظ استنجدن بفارس مشهور بغاراته على الفرنج يسمى طلائع بن رزيك،
    فسار إلى القاهرة، وأهل القاهرة نفسهم كانوا كارهين لعباس وابنه فلذا حالما
    سار عباس بجنده للقاء ابن رزيك، أغلقت أبواب القاهرة ودارت معركة بين نصر
    بن عباس ومعه أسامة ضد القاهريين، ورغم أن عباس هزم القاهريين إلا أنه فهم
    أنه لا يمكنه البقاء في القاهرة بين كل هؤلاء الأمراء والأجناد الذين
    يكرهونه وينتظرون فرصة للانتقام منه، فلذا قرر الانسحاب إلى الشام، يذكر
    أسامة أن ابن رزيك راسله طالبا ً منه أن لا يغادر إلى الشام مع عباس وأنه
    لن يصيبه أي أذى، بل إنه سيكون من المقدمين لديه، ولكن عباس أخذ أهل أسامة
    رهائن ليجبره على مصاحبته، فخرج عباس ومعه أسامة في حال سيئة فقد نهبت
    أموالهم وركائبهم وطاردهم البدو حتى وقع أسامة من حصانه وشج رأسه، ثم
    هاجمهم الإفرنج فقتلوا عباس وأهله، وأسروا ابنه نصر و أخا ً لأسامة يدعى
    نجم الدولة، وكان من حظ أسامة أنه أرسل أهله في الطريق ليكونوا ضيوفا ً على
    ابن رزيك، وهذا أنجاهم من الأسر.




    وصل
    أسامة بعد هذا كله إلى دمشق، التي كان الملك العادل نور الدين محمود قد
    سيطر عليها أخيرا ً في ذات العام، وساعد نور الدين أسامة في استعادة أهله
    من مصر، وحاول تأمينهم عند ملك الفرنج، ولكن الفرنج خانوا الاتفاقية
    ونهبوهم، وأخذوا فيما أخذوا أربعة آلاف كتاب تحسر عليها أسامة بقوله “فإن
    ذهابها حزازة في قلبي ما عشت”.




    لم
    تكن هذه آخر نكبات أسامة، فبعد ثلاث سنوات، أي في سنة 552 هـ / 1157 م،
    ضرب زلزال قوي الشام، فكانت شيزر من أكثر المناطق تضررا ً، وكان آل منقذ
    يومها مجتمعين في حفل زفاف، فتهدم عليهم البيت وقضوا أجمعين.




    كل
    هذه النكبات أخرجت أسامة من درع المقاتل، وثياب السياسي، فغادر دمشق قاصدا
    ً حصن كيفا الذي يقع على نهر دجلة، جنوبي شرق تركيا، هناك تفرغ للكتابة
    فوضع كتابه هذا (كتاب الاعتبار)، وكتب أخرى منها (المنازل والديار)،
    (البديع في نقد الشعر)، (لباب الآداب)، وبقي هناك حتى استدعاه صلاح الدين
    إلى دمشق وهو شيخ في الثمانين من عمره، فانتقل ليعيش هناك حتى وفاته سنة
    584 هـ / 1188 م.




    والآن لنقرأ بعض ما كتبه أسامة عن الفرنج، يقول:



    فكل من هو قريب العهد بالبلاد الإفرنج أجفى أخلاقاً من الذين قد تبلدوا وعاشروا المسلمين.



    فمن
    جفاء أخلاقهم قبحهم الله، أنني إذا زرت بيت المقدس دخلت إلى المسجد
    الأقصى، وفي جانبه مسجد صغير جعلوه الإفرنج كنيسة. فكنت إذا دخلت المسجد
    الأقصى وفيه الداوية (1) وهم أصدقائي، يخلون لي ذلك المسجد الصغير اصلي فيه
    فدخلت يوماً كبرت ووقفت في الصلاة، فهجم علي واحداً من الإفرنج مسكني ورد
    وجهي إلى الشرق وقال كذا صلي فتبادر إليه قوم من الداوية أخذوه أخرجوه عني،
    وعدت أنا إلى الصلاة، فأغفلهم وعاد هجم علي ذلك بعينه ورد وجهي إلى الشرق
    وقال كذا صل! فعاد الداوية دخلوا إليه وأخرجوه واعتذروا إلي وقالوا هذا
    غريب وصل من بلاد الإفرنج هذه الأيام، وما رأى من يصلي لغير الشرق. فقلت
    حسبي من الصلاة! فخرجت وكنت أعجب من ذلك الشيطان وتغير وجهه ورعدته وما
    لحقه من نظر الصلاة إلى القبلة.




    ورأيت
    واحداً منهم جاء إلى الأمير معين الدين رحمه الله وهو في الصخرة فقال تريد
    تبصر الله صغيرا ً؟ قال نعم. فمشى بين أيدينا حتى أرانا صورة مريم والمسيح
    عليه الصلاة والسلام صغير في حجرها فقال هذا الله صغير- تعالى الله عما
    يقول الكافرون علوا ً كبيرا ً.




    ومن
    الإفرنج قوم قد تبلدوا وعاشروا المسلمين فهم أصلح من القريب العهد
    ببلادهم، ولكنهم شاذ لا يقاس عليه. فمن ذلك أنني نفذت صاحبا ً إلى إنطاكية
    في شغل، وكان بها الرئيس نادرس بن الصفي (2) وبيني وبينه صداقة، وهو نافذ
    الحكم في إنطاكية. فقال أصحابي يوما ً قد دعاني صديق لي من الإفرنج، تجيء
    معي ترى زيهم قال فمضيت معه فجئنا إلى دار فارس من الفرسان العتق الذين
    خرجوا في أول خروج الإفرنج، وقد اعتقى من الديوان والخدمة، وله بإنطاكية
    ملك يعيش منه، فأحضر مائدة حسنة وطعاما ً في غاية النظافة والجودة، ورآني
    متوقفا ً عن الأكل فقال كل طيب النفس، فأنا ما أكل من طعام الإفرنج ولي
    طباخات مصريات لا أكل إلا من طبخهن، ولا أدخل داري لحم خنزير. فأكلت وأنا
    محترز وانصرفنا. فأنا بعد مجتازا ً في السوق وامرأة إفرنجية تعلقت بي وهي
    تبربر بلسانهم وما أدري ما تقول. فاجتمع علي خلق من الإفرنج فأيقنت من
    الهلاك. وإذا ذلك الفارس قد أقبل فرآني، فجاء فقال لتلك المرأة مالك ولهاذ
    المسلم ؟ قالت هذا قتل أخي عرس، وكان هذا عرس فارسا ً بأفامية قتله بعض جند
    حماة. فصاح عليهم وقال هذا رجل برجاسي (3) أي تاجر لا يقاتل ولا يحضر قتال
    وصاح على أولئك المجتمعين، فتفرقوا وأخذ يدي ومضى، فكان تأثير تلك
    المواكلة خلاصي من القتل.




    وليس
    عندهم شيء من النخوة والغيرة، يكون الرجل منهم يمشي هو وامرأته يلقاه رجل
    أخر يأخذ المرأة ويعتزل بها ويتحدث معها، والزوج واقف ناحية ينتظر فراغها
    من الحديث، فإذا طولت عليه خلاها مع المتحدث ومضى.




    1 – الداوية: فرسان الهيكل.

    2 – ثيودورس صوفيلانوس.

    3 – تكتب الآن برجوازي.



    تواريخ مهمة في حياة أسامة بن منقذ:



    488 هـ / 1095 م – مولده

    1138 – 1144 م – فترة تواجده في دمشق (في ضيافة معين الدين أنر)

    1144 – 1154 م – فترة تواجده في القاهرة

    1154 – 1164 م – عودته إلى دمشق (في ضيافة نور الدين محمود)

    552 هـ / 1157 م – الزلزال الذي ضرب شيزر وقضى على آل منقذ

    559 هـ – 570 هـ – إقامته في حصن كيفا

    570 هـ / 1175 م – صلاح الدين يدعوه للعودة إلى دمشق.

    584 هـ / 1188 م – وفاته رحمة الله عليه.




    صور لقلعة شيزر




    الاعتبار Shayzar3






    الاعتبار Shayzar4
    ahmed
    ahmed
    مشرف عام
    مشرف عام


    الاعتبار Empty رد: الاعتبار

    مُساهمة من طرف ahmed الخميس أكتوبر 13, 2011 3:49 pm

    سلمت يداك على هذا الكتاب القيم

    وايضا شكرى لك بالتعريف الجيد للكاتب

    واشكرك لاهتمامك بجميع القرآت

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 10:57 am