اروى صالح
المبتسرون
أروى صالح مناضلة ماركسية
انتهت حياتها - بقرار جريء يصعب على أي إنسان اتخاذه- .. بالانتحار .. انتمت لجيل
السبعينات أو ما عرف بجيل الحركة الطلابية ذلك الجيل الذي أشعل المظاهرات في
جامعات مصر تأثرا بحركة الطلاب الفرنسية في 1968 . لم يقتصر نضال أروى على العمل
العام فقد ترجمت كتاب ( نقد الحركة النسوانية ) لتوني كليف ذلك الكتاب الذي
لا زال يستخدم كمصدر هام لنقد الحركة النسوية الغربية بعد تحليل جذورها وأسباب
نموها وانتشارها في أمريكا وبريطانيا وفرنسا والدول الأوربية الأخرى. .. كما قدمت
عملا هاما هو كتاب( المبتسرون) ذلك الكتاب الذي فجر ضجة كبيرة في وسط المثقفين اليساريين
في مصر لأن الكتاب امتلك جرأة وقدرة على التحليل لحركة جيل السبعينات والذي كان في
أوج صعوده في مختلف المجالات
سماح
عادل.
أبلغ ما فى حياتها لحظة
موتها. اختارت النهاية وارتطم جسدها بأسفلت الشوارع، التى كانت يوماً شوارع غضب،
وشوارع ثورة، وشوارع عبور النشيد الى السماء….
هل للحياة رائحة واحدة
….؟ ..
ربما نختلف أو نتفق، لكن وحدها ( أروى ) تنسمت رائحة واحدة
للحياة، وميّزت أريجها المبلل بمعنى الحرية، وتعطرت بعطر نفذ من نوافذ الحالمين
الى قبة الجامعة، ومن أوراق العاشقين الى هدير أصوات الطلاب تحت دقات ساعتها العتيقة
… … كانت أروى تحلم ..
فقط تحلم .. لكن
أحلامها غامت في الماء، واختفت فيها وجوه ذكرياتها، وزالت عنها الأقنعة المزيفة
واحداً وراء الآخر .. وبقت وحدها فى وحدة الغياب، غياب الهواء
الملون بألوان الوطن، وألق العيون فى عبورها من باب الجامعة الى ساحات الشوارع …
هل فى حياة كل منا لحظة
ضوء …؟
هكذا كانت حياة أروى،
فلحظة ضوئها، كانت لحظة خروج الطلاب من أجل الحرية والوطن .. وظلت طوال عمرها
القصير ترنو بعينيها لمتابعة هذا الضوء، الذى خفت وغاب بين السحائب، فاختارت أن
تغيب معه، لأنه سر وجودها، وسبب تنفسها للصباح
ربما كانت تزرع فى شرفة
سقوطها صبّارة أيامها، وتناجيها عن انتظارها للغروب .. ربما رأت الناس فى لحظة موتها، وقد مروا
بأقدامهم بجانب جسدها المسجى، دون أن يدروا أن جسدها ينزف حزناً وأوجاعاً، وأنها
سنبلة نبتت فى الفراغ، وانتظرت بجانبها صعود السنابل، لكنها بقت وحدها تهدهد
أيامها، وتتلو كتاب موتها أمام الراحلين، الذين تلظوا بأرق الأحلام.
تنسمت أروى رائحة واحدة
للحياة، لكننا لم نتنسم اى شىء، لأن أيامنا بلا رائحة، لأن عطر الحياة عاد مرة
أخرى ليغرق فى البحر، ونحن فى انتظار عودته رغم طول الغياب.
أسامة كمال _ كاتب مصري
من
كتاب المبتسرون:
{ أن الفتاة التي تواعد مثقفا لا تمني نفسها بنزهة فاخرة إنما
تتوجه إلى مقهى كئيب يسقيها فيها شايا مغليا مرا ويبيعها أحلاما تقدمية لا تكلفه
سوى ارخص بضاعته .. الكلام .. كلام لم يعد يعرف هو نفسه أين استقر موقعه الأخير من
روحه وتتطلع هذه الفتاة البرجوازية الصغيرة إلى عدالة حيث تحاصرها كل صنوف القهر
وأحيانا المهانة .. أو تكون فتاة برجوازية تجرب التمرد . ويتكلم المثقف عن أشياء
كثيرة أهمها الحب الحر الذي لا يحتاج أموالا لممارسته ولا مسئوليات لذلك يندفع فيه
المثقف بثبات يعوزه أحيانا في مواقف لا تقل أهمية .. ولكن المسئولية الشخصية كما
يتضح في آخر القصة – القصيرة غالبا – يتحملها طرف واحد هو المرأة
فتدينها بيقين جلسات المثقفين الخاصة لتحولها في أحكامهم إلى (( مومس))...أما
مسئوليته هو تتمخض في النهاية عن إنجاز آخر لفحولته .. فيتيه برجولته..
انه
رومانسي حين يحلم بالمرأة كما أنها تتجلى أحيانا في أعماله الأدبية آلهة صغيرة
تمسح الجراح وتعوض عن الهزائم والخيبات وتحتضن وتعطي الأمان المفقود . فضلا عن
أنها جميلة.رغم ذلك هي في واقعهم أما مومس أو امرأة خرقاء..... }
الرابط للتحميل :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
المبتسرون
أروى صالح مناضلة ماركسية
انتهت حياتها - بقرار جريء يصعب على أي إنسان اتخاذه- .. بالانتحار .. انتمت لجيل
السبعينات أو ما عرف بجيل الحركة الطلابية ذلك الجيل الذي أشعل المظاهرات في
جامعات مصر تأثرا بحركة الطلاب الفرنسية في 1968 . لم يقتصر نضال أروى على العمل
العام فقد ترجمت كتاب ( نقد الحركة النسوانية ) لتوني كليف ذلك الكتاب الذي
لا زال يستخدم كمصدر هام لنقد الحركة النسوية الغربية بعد تحليل جذورها وأسباب
نموها وانتشارها في أمريكا وبريطانيا وفرنسا والدول الأوربية الأخرى. .. كما قدمت
عملا هاما هو كتاب( المبتسرون) ذلك الكتاب الذي فجر ضجة كبيرة في وسط المثقفين اليساريين
في مصر لأن الكتاب امتلك جرأة وقدرة على التحليل لحركة جيل السبعينات والذي كان في
أوج صعوده في مختلف المجالات
سماح
عادل.
أبلغ ما فى حياتها لحظة
موتها. اختارت النهاية وارتطم جسدها بأسفلت الشوارع، التى كانت يوماً شوارع غضب،
وشوارع ثورة، وشوارع عبور النشيد الى السماء….
هل للحياة رائحة واحدة
….؟ ..
ربما نختلف أو نتفق، لكن وحدها ( أروى ) تنسمت رائحة واحدة
للحياة، وميّزت أريجها المبلل بمعنى الحرية، وتعطرت بعطر نفذ من نوافذ الحالمين
الى قبة الجامعة، ومن أوراق العاشقين الى هدير أصوات الطلاب تحت دقات ساعتها العتيقة
… … كانت أروى تحلم ..
فقط تحلم .. لكن
أحلامها غامت في الماء، واختفت فيها وجوه ذكرياتها، وزالت عنها الأقنعة المزيفة
واحداً وراء الآخر .. وبقت وحدها فى وحدة الغياب، غياب الهواء
الملون بألوان الوطن، وألق العيون فى عبورها من باب الجامعة الى ساحات الشوارع …
هل فى حياة كل منا لحظة
ضوء …؟
هكذا كانت حياة أروى،
فلحظة ضوئها، كانت لحظة خروج الطلاب من أجل الحرية والوطن .. وظلت طوال عمرها
القصير ترنو بعينيها لمتابعة هذا الضوء، الذى خفت وغاب بين السحائب، فاختارت أن
تغيب معه، لأنه سر وجودها، وسبب تنفسها للصباح
ربما كانت تزرع فى شرفة
سقوطها صبّارة أيامها، وتناجيها عن انتظارها للغروب .. ربما رأت الناس فى لحظة موتها، وقد مروا
بأقدامهم بجانب جسدها المسجى، دون أن يدروا أن جسدها ينزف حزناً وأوجاعاً، وأنها
سنبلة نبتت فى الفراغ، وانتظرت بجانبها صعود السنابل، لكنها بقت وحدها تهدهد
أيامها، وتتلو كتاب موتها أمام الراحلين، الذين تلظوا بأرق الأحلام.
تنسمت أروى رائحة واحدة
للحياة، لكننا لم نتنسم اى شىء، لأن أيامنا بلا رائحة، لأن عطر الحياة عاد مرة
أخرى ليغرق فى البحر، ونحن فى انتظار عودته رغم طول الغياب.
أسامة كمال _ كاتب مصري
من
كتاب المبتسرون:
{ أن الفتاة التي تواعد مثقفا لا تمني نفسها بنزهة فاخرة إنما
تتوجه إلى مقهى كئيب يسقيها فيها شايا مغليا مرا ويبيعها أحلاما تقدمية لا تكلفه
سوى ارخص بضاعته .. الكلام .. كلام لم يعد يعرف هو نفسه أين استقر موقعه الأخير من
روحه وتتطلع هذه الفتاة البرجوازية الصغيرة إلى عدالة حيث تحاصرها كل صنوف القهر
وأحيانا المهانة .. أو تكون فتاة برجوازية تجرب التمرد . ويتكلم المثقف عن أشياء
كثيرة أهمها الحب الحر الذي لا يحتاج أموالا لممارسته ولا مسئوليات لذلك يندفع فيه
المثقف بثبات يعوزه أحيانا في مواقف لا تقل أهمية .. ولكن المسئولية الشخصية كما
يتضح في آخر القصة – القصيرة غالبا – يتحملها طرف واحد هو المرأة
فتدينها بيقين جلسات المثقفين الخاصة لتحولها في أحكامهم إلى (( مومس))...أما
مسئوليته هو تتمخض في النهاية عن إنجاز آخر لفحولته .. فيتيه برجولته..
انه
رومانسي حين يحلم بالمرأة كما أنها تتجلى أحيانا في أعماله الأدبية آلهة صغيرة
تمسح الجراح وتعوض عن الهزائم والخيبات وتحتضن وتعطي الأمان المفقود . فضلا عن
أنها جميلة.رغم ذلك هي في واقعهم أما مومس أو امرأة خرقاء..... }
الرابط للتحميل :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
عدل سابقا من قبل النشوقاتى في الجمعة ديسمبر 09, 2011 4:11 pm عدل 1 مرات