شهدت البوسنة في السنوات الأخيرة إقبالاً ملحوظًا من الفتيات على ارتداء الحجاب، الذي تزداد وتيرته بين طالبات المدارس الثانوية والجامعات وموظفات الدوائر الحكومية والبنوك والشركات الخاصة، رغم المعارضة الشديدة التي يواجهنها من آبائهن في بعض الحالات. وعلى خلاف الدول الأوربية المجاورة يُجيز الدستور البوسني ارتداء الحجاب، ويعتبره خيارًا شخصيًّا، وهو ما ساعد على تنامي الظاهرة، وبدأت محلات بيع ملابس المحجبات تغزو السوق بشكل لافت. وقد كانت حرب البوسنة عاملاً مباشرًا في ازدياد تيار التدين بين النساء، الذي عجَّل بعودة الحجاب بعد أن كان محظورًا إبان الحكم الشيوعي للبلاد. وعزت أستاذة علم النفس والتربية بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة سراييفو (دينا ندارفتش) أسباب انتشار الحجاب في المجتمع البوسني إلى بروز الصحوة الإسلامية في مطلع الثمانينيات حينما نالت البلاد استقلالها، إضافةً إلى القانون الذي يحمي الحرية الدينية ولا يمنع لبس الحجاب في الأماكن العامة، وهو ما جعل المحجبات يتقلدن وظائف مرموقة في التربية والصحة والإعلام. وقالت دينا ندارفتش: "إن البوسنة عقب الحرب شهدت موجة من التدين والعودة إلى الله وارتفاع الحجاب الذي هو في الأساس ثقافة مجتمعية كانت موجودة أصلاً وتقلَّصت خلال فترة الحكم الشيوعي ثم عادت من جديد الآن". وتضيف أن المدارس الإسلامية وكلية الدراسات الإسلامية تخرِّج سنويًّا أعدادًا جديدة من الفتيات المحجبات اللائي يلبسنه باقتناع ذاتي، ناهيك عن الكليات الأخرى التي يوجد فيها بعض المحجبات.