إخوتي الكرام
هذا كتاب اقتنيته بعد أن بحثت عنه داخل هذه الشبكة العنكبوتية فلم أعثر عليه
فقررت أن أورده هنا ليتصفحه معي كل من يهمه الأمر، وهو كتاب ( هذا ...هو الإسلام)
للعلامة الشيخ الفقيه من علماء ثغر طنجة بالمغرب الأقصى ( محمد الزمزمي)
وسوف أضعه على فصول متتابعة وسأبدأ بالمقدمة إن شاء الله
هذا ... هو الإسلام
المقدمة
الحمد لله لا لغيره والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
أما بعد: فهذا كتاب سميته ( هذا هو الأسلام) بينت فيه ماهية الإسلام ، وما هي مهمته في الوجود ...
وكان الحامل لي على كتابة هذا الكتاب هو أن أهل هذا الوقت لا يعرفون الإسلام ولا يعرفون ما يجب عليهم أن يعرفوه عن الإسلام.
لهذا يسأل كثير من أبناء المدارس :
- ما هو الإسلام ؟
-وما هي مهمة الإسلام ؟
والسبب في هذه الظاهرة المنكرة التي تظهر منهم هو الثقافة الأوربية التي يتلقاها أبناء هذا الوقت ،
فالتعليم في المدارس مصبوغا بصبغة معادية للإسلام !
وزادهم جهلا وضلالة ما فعلته الدول المعاصرة التي عزلت الإسلام عن السياسة وامور الدولة كلها
فصار الإسلام في نظر هؤلاء المغفلين عبثا لا فائدة فيه ولا طائل تحته ، ولا مهمة له في الحياة التي
يحياها أهل هذا الوقت ...!
فلهذا قال قوم منهم : إن الإسلام نظرية ، وفلسفة مثالية غير قابلة للتطبيق !
وقال آخرون : الإسلام تجربة من التجارب التي مرت بالحياة العربية ليس إلا ، وقد استنفذ أغراضه ، وليس لديه مقمومات البقاء والنماء !!
ويقول الشيوعيون : الإسلام مجرد كلام وخطب على المنابر لا طائل تحتها !
وإذا تامل العاقل في طعن هؤلاء الجهال المغرضين وجده نابعا عن الجهل بالإسلام ، وبما له من
المزايا والفضائل التي اعترف بها العلماء من الأوربيين والأمريكانيين وغيرهم ...
والحق ما شهد به الأعداء !!
وقد أجبنا عن طعن الطاعنين في الأسلام بما ذكرناه في كتاب
(موقف الإسلام من الأغنياء والفقراء)
وكان مما أجبنا به قولنا : شتان بين نظام الإسلام الذي عملت به أمم كثيرة أزمانا طويلة فصلحت أحوالهم كلها وبين نظام الشيوعية الذي لم يتمكن من العمل به الشيوعيون انفسهم منذ ظهرت الشيوعية إلى الآن ، كما بينا ذلك في كتابنا ( عيوب الشيوعية 66-71)
فهناك بينا أنهم تراجعوا عن العمل بمادئهم الأساسية في المذهب الشيوعي لعجزهم عن تطبيقها!!
وقد نشرت الجرائد تصريح كاسترو - رئيس كوبا -
'' إن مبدا الماركسية الإقتصادي لا يمكن العمل به في كويا''
كما نشرت الجرائد في هذا العام - أعني عام 1984 م - أن الصين تراجعت عن العمل بالشيوعية
وأنهم يطعنون في زعيم الشيوعية القديم (ماو)
والغرض مما ذكرناه هو ان نبرهن على ان الإسلام هو الدين الصالح لكل زمان ، المناسب لكل لكل إنسان، المتوافق مع الأديان كلها في العقيدة والعبادة والشريعة والأخلاق والمعاملة .
فلا يوجد دين يختار العاقل التدين به إلا الإسلام الذي يجده مناسبا لهذا الوقت ملائما لأحوال أهله ،
كما شهد به العلماء الأجانب .
ما هو الإسلام ؟
الإسلام دين يدعو إلى توحيد الله بعبادته وحده ، وإلى إصلاح ما فسد من العقائد الدينية والعبادات الشرعية والاخلاق الإنسانية ، كما يدعو إلى إصلاح ما فسد من المعاملة والمصالح الدنيوية
والعلمية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية .
ما حقيقة الإسلام ؟
حقيقة الإسلام أنه منهج الحياة السعيدة .
ما هي مهمة الإسلام ؟
مهمة الإسلام هداية الخلق إلى الحياة السعيدة في دنياهم وأخراهم.
الفصل الأول
يجب أن نشرح ما عرفنا به الإسلام بالادلة الصحيحة المبينة للمراد
دعاء الإسلام إلى توحيد الله قضية مسلمة لا غبار عليها ولا يتنازع فيها موافق أو مخالف
وآيات القرآن كلها تدعو إلى عبادة الله وحده ، وقد شهد بهذه الحقيقة العلماء من الأوربين والأمريكانيين وغيرهم.
وكان دعاء الإسلام إلى التوحيد سببا في تحرير الناس من عبادة المخلوق ومن الخرافات التي كان
الخوف منها شائعا بين الناس قبل الإسلام كالطيرة والكهان والسحر والجن والأصنام،ومن عبادة
المخلوق التي حرر الإسلام الناس منها ( تقليد الآباء والاحبار والرهبان والعظماء ).
وكان دعوته إلى العلم والتفكير والاستدلال بالدليل الصحيح أعظم الأسباب التي حارب بها الإسلام الخرافات وتقليد الآباء والعظماء فتنبهت العقول لبطلان الخرافات وتقليد الآباء والعظماء ...
وعملت بما يقتضيه الدليل والتفكير الميتقن .
وأما حقيقة الإسلام - التي هي منهج الحياة السعيدة - فإن معناها ان الإسلام بين الطريق الذي من
سلكه كان سعيدا في حياته وذلك بالدعاء إلى الإيمان بالله تعالى وإلى الأخلاق الحسنة واتباع العلم.
وأما مهمة الإسلام - التي هي هداية الخلق إبى الحياة السعيدة - فإن معناها أن الإسلام بين للناس المعاملة التي يكونون بها سعداء في أنفسهم ومع الناس ، ولا حياة إلا بالإيمان والاخلاق التي يمتاز بها الإنسان عن الحيوان الأعجم.
وقال تعالى
( 1) ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة )
وعد الله المؤمن الذي يعمل بما يامره الله بالحياة الطيبة في دنياه وأخراه.
1) آية النحل - 97 -
وللفصول بقية
هذا كتاب اقتنيته بعد أن بحثت عنه داخل هذه الشبكة العنكبوتية فلم أعثر عليه
فقررت أن أورده هنا ليتصفحه معي كل من يهمه الأمر، وهو كتاب ( هذا ...هو الإسلام)
للعلامة الشيخ الفقيه من علماء ثغر طنجة بالمغرب الأقصى ( محمد الزمزمي)
وسوف أضعه على فصول متتابعة وسأبدأ بالمقدمة إن شاء الله
هذا ... هو الإسلام
المقدمة
الحمد لله لا لغيره والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
أما بعد: فهذا كتاب سميته ( هذا هو الأسلام) بينت فيه ماهية الإسلام ، وما هي مهمته في الوجود ...
وكان الحامل لي على كتابة هذا الكتاب هو أن أهل هذا الوقت لا يعرفون الإسلام ولا يعرفون ما يجب عليهم أن يعرفوه عن الإسلام.
لهذا يسأل كثير من أبناء المدارس :
- ما هو الإسلام ؟
-وما هي مهمة الإسلام ؟
والسبب في هذه الظاهرة المنكرة التي تظهر منهم هو الثقافة الأوربية التي يتلقاها أبناء هذا الوقت ،
فالتعليم في المدارس مصبوغا بصبغة معادية للإسلام !
وزادهم جهلا وضلالة ما فعلته الدول المعاصرة التي عزلت الإسلام عن السياسة وامور الدولة كلها
فصار الإسلام في نظر هؤلاء المغفلين عبثا لا فائدة فيه ولا طائل تحته ، ولا مهمة له في الحياة التي
يحياها أهل هذا الوقت ...!
فلهذا قال قوم منهم : إن الإسلام نظرية ، وفلسفة مثالية غير قابلة للتطبيق !
وقال آخرون : الإسلام تجربة من التجارب التي مرت بالحياة العربية ليس إلا ، وقد استنفذ أغراضه ، وليس لديه مقمومات البقاء والنماء !!
ويقول الشيوعيون : الإسلام مجرد كلام وخطب على المنابر لا طائل تحتها !
وإذا تامل العاقل في طعن هؤلاء الجهال المغرضين وجده نابعا عن الجهل بالإسلام ، وبما له من
المزايا والفضائل التي اعترف بها العلماء من الأوربيين والأمريكانيين وغيرهم ...
والحق ما شهد به الأعداء !!
وقد أجبنا عن طعن الطاعنين في الأسلام بما ذكرناه في كتاب
(موقف الإسلام من الأغنياء والفقراء)
وكان مما أجبنا به قولنا : شتان بين نظام الإسلام الذي عملت به أمم كثيرة أزمانا طويلة فصلحت أحوالهم كلها وبين نظام الشيوعية الذي لم يتمكن من العمل به الشيوعيون انفسهم منذ ظهرت الشيوعية إلى الآن ، كما بينا ذلك في كتابنا ( عيوب الشيوعية 66-71)
فهناك بينا أنهم تراجعوا عن العمل بمادئهم الأساسية في المذهب الشيوعي لعجزهم عن تطبيقها!!
وقد نشرت الجرائد تصريح كاسترو - رئيس كوبا -
'' إن مبدا الماركسية الإقتصادي لا يمكن العمل به في كويا''
كما نشرت الجرائد في هذا العام - أعني عام 1984 م - أن الصين تراجعت عن العمل بالشيوعية
وأنهم يطعنون في زعيم الشيوعية القديم (ماو)
والغرض مما ذكرناه هو ان نبرهن على ان الإسلام هو الدين الصالح لكل زمان ، المناسب لكل لكل إنسان، المتوافق مع الأديان كلها في العقيدة والعبادة والشريعة والأخلاق والمعاملة .
فلا يوجد دين يختار العاقل التدين به إلا الإسلام الذي يجده مناسبا لهذا الوقت ملائما لأحوال أهله ،
كما شهد به العلماء الأجانب .
ما هو الإسلام ؟
الإسلام دين يدعو إلى توحيد الله بعبادته وحده ، وإلى إصلاح ما فسد من العقائد الدينية والعبادات الشرعية والاخلاق الإنسانية ، كما يدعو إلى إصلاح ما فسد من المعاملة والمصالح الدنيوية
والعلمية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية .
ما حقيقة الإسلام ؟
حقيقة الإسلام أنه منهج الحياة السعيدة .
ما هي مهمة الإسلام ؟
مهمة الإسلام هداية الخلق إلى الحياة السعيدة في دنياهم وأخراهم.
الفصل الأول
يجب أن نشرح ما عرفنا به الإسلام بالادلة الصحيحة المبينة للمراد
دعاء الإسلام إلى توحيد الله قضية مسلمة لا غبار عليها ولا يتنازع فيها موافق أو مخالف
وآيات القرآن كلها تدعو إلى عبادة الله وحده ، وقد شهد بهذه الحقيقة العلماء من الأوربين والأمريكانيين وغيرهم.
وكان دعاء الإسلام إلى التوحيد سببا في تحرير الناس من عبادة المخلوق ومن الخرافات التي كان
الخوف منها شائعا بين الناس قبل الإسلام كالطيرة والكهان والسحر والجن والأصنام،ومن عبادة
المخلوق التي حرر الإسلام الناس منها ( تقليد الآباء والاحبار والرهبان والعظماء ).
وكان دعوته إلى العلم والتفكير والاستدلال بالدليل الصحيح أعظم الأسباب التي حارب بها الإسلام الخرافات وتقليد الآباء والعظماء فتنبهت العقول لبطلان الخرافات وتقليد الآباء والعظماء ...
وعملت بما يقتضيه الدليل والتفكير الميتقن .
وأما حقيقة الإسلام - التي هي منهج الحياة السعيدة - فإن معناها ان الإسلام بين الطريق الذي من
سلكه كان سعيدا في حياته وذلك بالدعاء إلى الإيمان بالله تعالى وإلى الأخلاق الحسنة واتباع العلم.
وأما مهمة الإسلام - التي هي هداية الخلق إبى الحياة السعيدة - فإن معناها أن الإسلام بين للناس المعاملة التي يكونون بها سعداء في أنفسهم ومع الناس ، ولا حياة إلا بالإيمان والاخلاق التي يمتاز بها الإنسان عن الحيوان الأعجم.
وقال تعالى
( 1) ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة )
وعد الله المؤمن الذي يعمل بما يامره الله بالحياة الطيبة في دنياه وأخراه.
1) آية النحل - 97 -
وللفصول بقية